أ) أنه لون شديد أي شديد الوقع على الحس، ومن هنا عُبّر به عن الشدة. جاء في [ل]"وكثيرًا ما يطلقون الحُمْرة على الشدة .. والعرب إذا ذكرت شيئًا بالمشقة والشدة وصَفَتْه بالحمرة. ومنه قالوا "سنة حمراء للجَدْبة "، "احْمرّ البأس: اشتدّت الحرب. موت أحمر أي شديد/ يعني القتل لما فيه من حُمْرة الدم أو لشدته ". "والحمرة: داء يعتري الناس فيحمرّ موضعها وتُغالَب بالرقية (كأن المعنى أنها لا علاج لها) ... الحمرة من جنس الطواعين، أعاذنا الله منها ". "الحُسْن أحمر، أي شاق، أي من أحب الحُسْن احتمل المشقة ".
ب) أنها كثيرًا ما تَلْزم الحدّة التي تحدث في أثناء الشيء فالذي "يتحرق غضبًا وغيظّا "يحمرّ وجهه وعيناه. والحديد يحمرّ إذا أُحْمى، والجلد الذي يُحْمَر أي يُحفّ أو يحلق شعره يحمرّ، والجلد الذي يُسْلخ يكون ما تحته أحمر. كما أن الإبل الحُمْر أصْبر على الهواجر "أي على حرّها. ومن هذا اللون قوله تعالى:{وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ}[فاطر: ٢٧].
ونقل الأشياء من مواضعها إلى مواضع أخرى هو قَشْر وإزالة لها من مواضعها، وهذا يتم بحملها. فالنّقْل من صور القَشْر. وللجلادة على الَحمل والنقل سُمي "الحمار: النهّاق من ذوات الأربع أهليا كان أو وخشيا "وهو معروف بالشدة والجلادة (وصِف بالشدة والصبر في حياة الحيوان الكبرى للدميري في الكلام عن البغل). والأعراب الرحّل إلى الآن يستصحبونه -لحمْل أمتعتهم، ومروان بن محمد بن مروان آخر ملوك بني أمية لقَّبه أهل عصره (وهم من عصر الاحتجاج) بمروان الحمار. أرى أن ذلك لتحمله هزائم كثيرة متوالية دون كلل (: الزاب، فالموصل، فحرّان، فحمص، فدمشق، ففلسطين، فبوصير