ومن هذا "الخُبْر -بالضم: اللحم يشتريه الرجل لأهله (قطعة اللحم غضة رخوة مأخوذة من جسم الذبيحة، أو يُقْصد أنها يؤتدم بها). والجبْر -بالفتح: الزرع (كأنه التعامل مع الأرض الرخوة الحَيَّة لا الصَلْدة، وأيضًا فإن الزرع يكون بحرْثها ووضع البذور فيها ثم سَقْيها ماء فتسترخي وينفذ منها النبات -كما يقال استنبت، والنَباتُ نفسه رخو). "والمخابرة: المزارعة. والخبير: النبات والوَبَر " (لنشوئهما نفاذًا من الباطن الغض).
ومن ذلك الأصل قيل "خَبَرْتُ الأَمْر (كنصر): عَرَفتُه على حقيقته " (كأنك تغلغلت في باطنه حتى عرفته) وفي حديث الحديبية أنه "بعث عينًا من خزاعة يتخبر له خبر قريش أي يتعرف. والخابر: المختبِر المجرِّب. والمَخْبَر خلاف المَنْظَر والمَرْآة (أي هو الحقيقة الباطنة). والخِبْر والخِبْرة -بالكسر والضم فيهما: العِلْم بالشيء (أي على حقيقته) والخَبَر -بالتحريك: النبأ (مخبور عنه) والخبير: العالم الذي يَخبُر الشيء (أي ينفذ إلى باطنه) بعلْمه ". ولعل هذا يفسر أن عُظْم صفة الخبير جاء في القرآن للمَوْلى عز وجل {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}[الملك: ١٤]{إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}[لقمان: ١٦]، وكل {خَبِيٌر} في القرآن هي صفة لله تعالى عدا ما في [الفرقان ٥٩] ففي أحد تفسيريها أن المراد بها جبريل والعلماء وأهل الكتب المنزلة. أي اسأل عن الله عز وجل هؤلاء [ينظر بحر ٦/ ٤٦٥ - ٤٦٦]{وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا} [الكهف: ٦٨ {قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ}[القصص: ٢٩]. {قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ}[التوبة: ٩٤]. وليس في