المعروفة قال في [ل]: "كأنه أول وهلة خُتِم به فدخل بذلك في باب الطابعَ، ثم كثر استعماله وإن أُعِدّ الخاتم لغير الطبع "وأضيف أنه يقوَى جدًّا في نفسي أن سر إلزام الخاتم الإصبع هو ضمان حفظه تحرزًا من أن يتمكن منه غير صاحبه، فيختم به ما لا يريد صاحبه ومن هذا الإلزام اتُّخذ زينة. [وينظر التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول جـ ٣ ص ١٤٣].
وعلى ذلك فتفسير بعض النِحَل كالأحمدية القاديانية قوله تعالى:{وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} بذاك الذي يُطْبَع به على الورق هو على ما فيه من جفاء غيرُ مقبول. وإنما المعنى الصحيح هو تفسيرها بآخر النبيين، لأن هذا هو المعنى الأصلي الذي من أجله استعمل الخَتْم للطَبْع على الشيء وهو أن ينهيه، ولا يترك فرصة لتسرب شيء إليه أو زيادة شيء عليه، كما هو واضح في ختم الزرع والختم بالشمع على العسل وختم الكتاب وختام الوادي. وتأمل أيضًا:{خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ}[البقرة: ٧] أي فلا تصل إليها هداية. وهذا كما قال تعالى:{أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}[محمد: ٢٤]. ومثله قوله تعالى:{وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ}[الجاثية: ٢٣]، قال في [قر ١/ ١٨٦]: ومعنى الختم التغطية على الشيء والاستيثاق منه حتى لا يدخله شيء. حتى لا يوصل إلى ما فيه ولا يوضع فيه غير ما فيه اه. فالختم هنا كالطبع والتغليف. ثم إن هذا يلزم منه عدم خروج شيء أيضًا. ومثل هذا ما في [الأنعام: ٤٦، الشورى: ٢٤] ومنه قوله تعالى: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ}[يس: ٦٥].
وقوله تعالى: {يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (٢٥) خِتَامُهُ مِسْكٌ} [المطففين: ٢٥، ٢٦]، هو من الأصل على معنى أن ريح المسك الذي يسطع من هذا الرحيق