معنيان أحدهما بمعنى خَفِىَ (أي استتر) والآخر بمعنى الاستخراج، ومنه قيل للنباش المختفي. وجاء خَفَيْتُ بمعنيين وكذلك أخفيت. وكلام العرب العالي أن تقول خَفَيت الشيء أخفِيه أي أظهرته واسخفيت من فلان أي تواريت واستترت ولا يكون بمعنى الظهور. اه ويتمم. كلام الأزهري أن خَفِى (من باب تعب) تكون بمعنى الاستتار فحسب. {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (١٨)} [الحاقة: ١٨]، {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ}[النساء: ١٠٨]، {رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ}[إبراهيم: ٣٨] كل هذا بمعنى الستر. وفي قوله تعالى:{إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا}[طه: ١٥] قراءة الجمهور بضم الهمزة. والأقرب الأشيع أن تكون بمعنى أسترها. فيكون المعنى. أنها ظاهرة أي مقدماتها. وواقع التحلل من القيم العامة دينية وأخلاقية، وظهور الفساد، ودعمه على مستوى العالم، مع تسمية الفواحش والمنكرات بما يحسنّها (الحريات الشخصية وحقوق الإنسان إلخ) بل والظروف الطبيعية كل ذلك يؤكد أنها آتية، واللام في "لتجزى متعلقة بآتية على هذا التفسير لأخفيها. وجملة (أكاد أخفيها) اعتراضية ... وهناك على هذا التفسير -أثر يقول أكاد أخفيها من (نفسي). وأرى فيه جفاء وأرجح أن تكون معرفة عن (نبيي)، وأما على تفسير أُخفيها المضمومة الهمزة بـ أظهرها، وكذلك على قراءة فتح الهمرة بهذا المعنى فهي خفية أي خفيةُ مَوعدِ الوقوع، والمعنى أكاد أظهرها أي أوقِعها، ولام (لتجزى) متعلقة حينئذ بـ أخفى. وفي [بحر/ علمية ٦/ ٢١٨ - ٢١٩] تفصيل لبعض ما أجملته هنا. وسائر ما في القرآن من التركيب فهو من الخفاء الاستتار.