الخص والثقُبة بين ما يحيط بها، وكالطريق الذي يخترق الرمال المتراكمة. والخَلخال حَلقة فارغة.
فمن اختراق الأثناء المتماسكة بالنفاذ فيها أو منها وضنعْ خَلَل "خَلَلت الشيء (رد): ثَقَبتُه ونَفَذْتُه. فهو مخلول وخَليل. وخَلَلْت الفصيل: شَقَقْتُ لسانه ثم جعلتُ فيه عُودًا لئلا يرضع. وهذا العود هو الخِلال -ككتاب. وخَل الكساءَ وغيره: شَكه بخِلال. وخَلَلته بالرمح: طَعَنْته به. وتخلل الشيء نَفَذَ {فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ}[النور: ٤٣]: جمعُ خَلَل -كسب وقرئ بهما.
ومن فراغ الأثناء (خُل الرجلُ -للمفعول: افتقر وذهب ماله، وكذا أخِلّ به -للمفعول، فَرَغَتْ حوزته) فهو مخَل ومُختَل وخَلِيلْ وأخل "أي مُعْدم فقير محتاج ".
ومن شَغْل الفراغ والدخول في الأثناء (الخلة -بالضم، وكسَحابة ورسالة .. والمخالة: المصادقة، وكذا الخِلال. (لتداخل الأصدقاء واهتمام بعضهم بدخائل بعض). {لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ}[إبراهيم: ٣١] أي ولا مخالّة. {لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ}[البقرة: ٢٥٤] هي الاسم من اتخاذ الخليل: الصديق. {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا}[النساء: ١٢٥]، (هذا مقام جليل لسيدنا إبراهيم أن يُلْقِى أزِمة أموره كلها إلى الله، وأن تكون أموره كلها بعين الله ورعايته. وقد جعله الله
=وتعقد في الأعماق، ويعبر التركيب عن تهيئة مادة غُفْل لتكون شيئًا معينًا مرادا وبهذا يزول ويُمحى (= يختَل) ما كانت عليه المادة وكأن الهيئة الجديدة كانت هي عمقها أو كانت في عمقها.