للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دروس الأطلال. خَلَد وأخلد إلى الأرض: أقام فيها. أخلد بفلان: لزمه. أخلد إلى الدنيا: لزمها. يقال للرجل إذا بقى سواد رأسه ولحيته على الكِبَر "إنّه لمُخْلِد -كمحسن و (كذا يقال له) إذا لم يسقط أسنانه من الهَرَم ".

° المعنى المحوري بقاء الشيء لازمًا موضعه أو حاله أمدًا طويلًا رقم زوال نظيره أو قرينه. كما هو واضح في بقاء الخوالد المذكورات رغم دروس الأطلال التي قارنتها في منازل القوم، وكذلك بقاء الأسنان وسواد الشعر لبعض الناس (رغم سقوط أسنان مقارنيهم في السن وتغير شعورهم ". ومن ذلك "أخلد إلى الأرض وإلى فلان أي ركن إليه ومال إليه ورضى به (لصوق دائم) {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} [الأعراف: ١٧٦]- السياق واضح في أن المراد بالإخلاد إلى الأرض هنا هو الرضا بالدونية والركون إليها. فقول ابن عباس رضي الله عنهما: لرفعناه بها أي لشرّفنا ذكره ورفعنا منزلته لدينا بهذه الآيات (التي يعود عليها الضمير في بها. وهي قوله تعالى في الآية السابقة {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا} [الأعراف: ١٧٥]، هو الصواب. والقول بأن رفعناه معناها أهلكناه أو توقيناه هو جَزف. وقوله {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ} المراد لازَمَ وتقاعس وثبت (أي لزم الأرض) اما إلى شهواتها ولذاتها، وإما أن المراد أنه لزم الأسفل والأخس -كما يقال فلان في الحضيض. [ينظر المحرر الوجيز- قطر ٦/ ١٤٥ - ١٤٦].

ومن المعنى المذكور "الخُلْد -بالضم: دَوام البقاء في دار لا يخرج منها. {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (١٢٩)} [الشعراء: ١٢٩]، {هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى} [طه: ١٢٠] {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا} [النساء: ٩٣]،

<<  <  ج: ص:  >  >>