° المعنى المحوري دخول شيء في أثناءِ أو خَلَلِ شيء أخر ممتزجين فيغلظ أو يحتدّ أو يكثر. كأخلاط الدواء والطيب. والحدة واضحة في الحازر من اللبن (= الحامض)، وفي قِطَع الشحم واللحم في السَمن. ومنه:(خَلَط الشيءَ بالشيءِ (ضرب)، وخلَطه -ض، فاختلط: مَزَجه. وخالطه: مازجه {خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا}[التوبة: ١٠٢](السيئات حادّة). ومنه "الخَلِيط: المخالِطُ، والمشارِكُ في حقوق المِلْك كالِشرب -بالكسر، والطريق ونحوه (له حق فيها) ج خلطاء {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ}[ص: ٢٤] الشركاء. {وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ}[البقرة: ٢٢٠] هو خلط مال اليتيم بمال كافله وكذلك نفقات المسافرين معًا [ينظر قر ٣/ ٦٥] وألفاظ الآية تعم العامل الاجتماعي. {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ}[ص: ٢٤] الشركاء [قر ١٥/ ١٧٨ - ١٧٩]. ومن الأصل "خُولِطَ في عقله أي تغير عقله، (كأنما دخل عقلَه شيء غليظ أي مُفْسِد). وعلى الأصل الذي وضحناه يتبين تفسير قوله تعالى:{كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ}[الكهف: ٤٥]: أي اشتد وزكا والتفَّ واستغلظ -كما وصف عَزَّ وَجَلَّ الزرْعَ الذي ضربه مثلًا لسيدنا محمَّد - صلى الله عليه وسلم - والذين معه {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ}[الفتح: ٢٩]. وكذلك في قوله تعالى:{كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا ....}[يونس: ٢٤]: أي شَرِبَ منه فتنَدَّيْ وحَسُن ونضُر [قر ٨/ ٣٢٧] وفي [١٠/ ٤١٢] أن النبات إنما يختلِطُ ويَكثُر بالمطر. اه