و"خَلَفَتْ الفاكهةُ بعضُها بعضًا خِلْفة -بالكسر وكسبب: صارت الثانيةُ خَلَفا من الأولى. ورَجُلان خِلْفَةْ: يخلُفُ أحدُهما الآخر: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً}[الفرقان: ٦٢]، {وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَار}[البقرة: ١٦٤]. تعاقبهما كل يَخْلُفُ الآخر. ومنه: "الاختلاف: عدم الاجتماع على رأي أو موقف أو حكم الخ كأن كلًّا يذهب إلى ما جعله الآخر خَلْفه. وبه كل (اختلف) ومضارعها للفاعل والمفعول، والمصدر (اختلاف) واسم الفاعل (مختلف)، ومنه أيضًا التضاد في القطع (اليمنى من اليدين مع اليسرى من الرجلين مثلًا) كما في [المائدة: ٣٣، الأعراف: ١٢٤، طه: ٧١، الشعراء: ٤٩].
ومن الأصل:"الخلَفُ -بالتحريك: البَدَل (يبقى أو يجيءُ بعد الذاهب: مكانه) مصدر سمى به ""أخلفه: أعطاه خَلَفًا عما ذهب منه {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ}[سبأ: ٣٩]، وكذلك الخلف -بالفتح. وتصلح هذه أن تكون مصدرًا وأن تكون جمع خَالِف كصَحْب وصاحب {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ}[مريم: ٥٩] ومنها ما في [الأعراف: ١٦٩]. وسائر ما في القرآن من كلمة (خلف) فهي ظرف بمعنى وراء، محولة عن المصدر، كما في (جَنبَ) و (قُرْبَ) إلخ ظروفا.
ومنه: "خَلَفَه: صَار خليفَتَه {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي}[الأعراف: ١٤٢] واستخلفتُه: جعلتُه خليفتي، والخليفة الذي يُستخلَف ممن قَبلَه {وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ}[الأعراف: ١٢٩] ومنه كل (استخلف)، (يستخلف) و (مستخلفين) في [الحديد: ٧]. والخليفة: الذي يخلفك ويكون بعدك ". ومنه كل (خليفة) وجمعه (خلفاء)