أو يتداخل (١): كهشم الشيء، ودق الدواء والطيب، وقَشْر الأُرْز بالدق، وفصل حبرب البُرّ من السنبل، بضغط دَوْس البقر والحُمُر على السنابل. ودق الكيل هو في الحقيقة ضغط بالكف على الحب فيتداخل في ما يتخلله من فراغات دقيقة.
ويلزم الدقَّ والضغطَ الشديدَ دِقةُ سُمك الشيء أو تفتته أجرامًا دقيقة أي بالغة الصغر، وكذلك يترتب على الضغط تفصي الحب من السنابل ونحوها. ومن هذا اللازم "سيف دقيق المضرِب، ورمح دقيق (السن)، وغصن دقيق، وحبل دقيق: ضد الغليظ، ومستدِقّ الساعد مقدَّمه مما يلى الرسغ (= مفصل الكف عن الذراع). ومستدقّ كل شيء: ما دَقّ منه، وقد استدق الهلال: صار دقيقًا، والدقْداق -بالفتح: صغار الأنقاء المتراكمة. والدِقّ -بالكسر: كل شيء دَقّ وصَغُر كدِقّ الشجر: صغاره، وكانوا رِعاء "الدقائق "أي الشاء والبَهْم (صغيرة بالنسبة للإبل)، وما رزأتُه دِقًّا ولا جِلًّا. وفي حديث الدعاء: اللهم اغفر لي ذنبي كله: دِقَّه وجِلّه ".
أما قولهم:"دَلَّ الشيءَ: أظهره، لأَدُقَّنَّ شقُورك (وهي الأمور الملتصقة بالقنب المهمة له/ ما يُسِرّه الإنسان) أي لأُطْهِرَنّ أمورك "(والمقصود معايبك الخفية) فهذا من إصابة ما هو دَقِيق أي خَفِىّ أي التعامل معه فيظهر. والعامة تقول في هذا هو يُدَقِّقُ يقصدون يهتم بأمور صغيرة.
(١) (صوتيًّا): الدال للضغط الممتد مع حبس، والقاف لغلظ في العمق، فعبر الفصل عن الصَّدْم بصلب يسحق العمق كالدقّ. وفي (ودق) سبقت الواو بتعبيرها عن الاشتمال، فعبر التركيب عن احتواء الشئ على ما له حدّة (وهي تناسب شدة الصدم) كالبشر في العين.