إذ لا يُفْلت من أصابه). وكذلك الذُّبَاب: الجُنون " (حدة تنفذ فتدمر العقل).
ومن مجاز ذلك "رجل مخشى الذُّبَاب: أي الجَهْل، وأصاب فلانًا من فلان ذُبابٌ لاذع: أي شر ". أما ما جاء أنه - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلًا طويل الشعر فقال "ذباب "فقد فسروه بالشؤم وهذا واضح بالنظر إلى استعمال اللفظ في الطاعون والحدة إلخ في ما سبق. والتفسير المادي (أن الرجل ترك شعره طويلًا مُشَعَّثًا يؤذي النظر) أليق برفق النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فما كان ليصم أحد أصحابه بالشؤم.
ومن معنى الاندفاع مع حدّة في المعنى الأصلي، جاء استعمال "الذَبّ بمعنى الدَفْع والطَرْد. "فلان يَذُبّ عن حريمه "أي يدفع عنهم. وقالوا كذلك:"ذَبْذَبَ الرجلُ: مَنَع الجِوَار والأهلَ أي حَماهم (: دافع عنهم -وكأن التضعيف تعبير عن المداومة)، والذَبِّىّ- بتضعيف الباء والياء: الجِلواز "(وفُسِّرَ بالشُرطيّ. والنظر إلى معنى تركيب جَلَز يَقْضِي أن يفسر الجلواز بالوازع وهو الذي يدفع الناس عن الحاكم).
والصيغة القاصرة (ذَبّ يَذِبّ -بكسر عين المضارع- تعطي معنى المطاوعة فتفسر ب): اخْتَلَف، (أي سارَ ذهابًا وجيئة لم يستقر على اتجاه كأنه يُدْفع إلى هنا ثم إلى هنا) و "بعير ذَبٌّ: لا يتقارّ في موضعه ". ويوصف الثور الوحشي بأنه "ذَبُّ الرِياد "(كأن المقصود أنه حَادّ الرِياد قصيرُه، لأنه لا يستقر في اتجاه، بل يختلف فيندفع في اتجاه ويعود في عكسه يَرُود بِحِدّة فيذهب ويجيء).
ومن هذا مع المضاعفة "بُرْدة لها ذَباذب أي أهداب وأطراف (تتذبذب) واحدها ذِبْذِب -بالكسر ". وَ "الذبذبة: -بالفتح: تَرَدُّد الشيء المعلَّق في الهواء "كأن الأصل أنه يُدْفَع إلى اتجاه ثم إلى عَكْسه على التوالي. "رَجُل مُذَبذِب