للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اسم شخص أو عمله وجود قوي له، ونفاذ وانتشار أيضًا). وواضح أن أصل هذا هو الذكر باللسان أي جريانه بالاسم، وذكر الشيء بالصوت وجود قوي لى يتبعه وجوده في الأسماع والقلوب {سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ} [الأنبياء: ٦٠]، {أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ} [الأنبياء: ٣٦]، {وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ} [الإسراء: ٤٦]. وجاء بهذا الذكر اللساني جمهور ما في القرآن من التركيب، ومنه ذكر الله، وذكر اسم الله، وبه كل (ذُكِر) المبني للمفعول ومضارعه. وفعل الأمر مه أكثره لذكر اللسان وبعضه للذكر ضد النسيان، أو يصلح لهما معًا. ومن الذكر باللسان وأنه قوةُ وجودٍ وإعلانُ اسم يتأتى "الذِكْر: الشرف {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} [الزخرف: ٤٤]، {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح: ٤].

ومن ذلك "ذِكْر الحق -بالكسر: وهو الصَكُّ (لحفظ الحق فيه ثابتًا قويًّا لا يُجْحَد ولا ينسى). والذِكْر: الكتابُ الذي فيه تفصيل الدين ووضع الملل، وبه سميت كتب الله لخلقه {وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ} [آل عمران: ٥٨] {أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ} [الأعراف: ٦٣]. ومنه الذِكر -بالكسر: الحفظ للشيء تَذْكره (بمعنى ضد النسيان، لأن ذكر الشيء يعني بقاءه قويًّا واضحًا في الذهن). وكثير من صيغ (التذكير) و (التذكّر) تصلح لما هو ضد النسيان ولمعنى الوعظ وهو منه، لأنه إذا تذكر قد يزدجر {فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} [البقرة: ٢٨٢] {تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} [الأعراف: ٢٠١] وصلاح اللفظ في موضعه لمعنيين مطلوبين معًا هو أرفع بلاغة من جوازهما جوازًا، بدليًا. {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} [يوسف: ٤٥] (أصلها اذدكر)، {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات: ٥٥]. والاستذكار: الدراسة. للحفظ والذكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>