للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما تراه الحائض (علامة لانقطاع الحيض. وهو سائل قليل بيْن الصُفرة والكُدْرَة كأنه كان مُخْتزنًا وحدته أنه علامة. ويتأتى أن تكون هذه الكلمة من رأى).

فمن وَرْى الزند {أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ} [الواقعة: ١٧]، {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا} [العاديات: ٢]، هي الخيل تُورِي النار بأن تصدم الحجارة والحصى بحوافرها صَدْما قويا حين جريها فتخرج النار [ينظر قر ٢٠/ ١٥٦ - ١٥٧]. ومن معنى الخروج من الجوف: "الوَرَى -محركة: الخَلْقُ (: المخلوقون- سُلالاتٌ كانت مختزنة في الأصلاب- يتناسلون كُلٌّ من صُلْب آخر)، وعلى هذا قالوا الوَراء -كسَمَاء: وَلَدُ الوَلَد. وبه يفسر {فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} [هود: ٧١]، أي من ولد إسحاق يعقوب.

ومن كون الشيء في الجوف -أي مستترًا فيه-كما يؤخذ من الأصل- حمل التركيب معنى الاستتار: "وَرى الي "ووَارَاه: أخفاه وتوارَى: استَتَر "، "ووراء "بمعنى "خَلْف "من ذلك، لاستتار ما هو خلف شيءٍ أو خَلْفَ الرائي. ومن معْنى الاستتار {وُورِيَ} [الأعراف ٢٠]، {تَوَارَتْ} [ص ٣٢]، {فَأُوَارِيَ} {يُوَارِي} [المائدة ٣١]، {يَتَوَارَى} [النحل ٥٩]. كل في آيتها، وبمعنى (خلف) كل (وراء) عدا ما في [النساء ٢٤، والمؤمنون ٧، المعارج ٣١] فهي فيهن بمعنى (غير) وما في [البقرة ٩١، هود ٧١، الكهف ٧٩] فهن بمعنى (بعد). أما في [البقرة ١٠١، آل عمران ١٨٧، هود: ٩٢] فهي كناية عن الإعراض. وأساس استعمالها بمعنى (بعد) و (غير) أنه إذا كان المقصود على مسافة مكانية أو زمانية تقع أو تأتي بعد الموقع أو الآن الحالي بحيث لا يُعايَنُ فإنه يكون مستترا غائبا ومن هذا الاستتار يكون مثل الذي هو خلف شيء، ويكون مغايرا، لأنه ليس هو. وبمجمل هذا قال

<<  <  ج: ص:  >  >>