ضَلُّوا} [الأعراف: ١٤٧]، {إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}[الأنعام: ٧٤]{وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ}[هود: ٢٩، الأحقاف: ٢٣] وهكذا كل (رأى ومضارعها) حين تطلب مفعولين الثاني حُكْم. وسياقات البصرية والقلبية (العلمية) واضحة. ومن العِلْميه كلّ (أرأيت. أفرأيت. أرأيتم. أفرأيتم. أرأيتك. أرأيتكم) كلها من راى العِلْمية. و "أرَأيْتَك ": بمعنى أخْبرني -من رَأَى العِلْمية كأنما المقصود تأملْ وكوّن رأيك في الأمر المعروض وأَخْبرني ما رأيُك، أو ما الرأيُ والعمل. "ولا تلحق كاف الخطاب هذه إلا إذا كانت بمعنى أخبِرْني "[بحر ٦/ ٥٤]{قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ}[الأنعام: ٤٠]، {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ}[الأنعام: ٤٦]. [وانظر قر ٦/ ٤٢٢، ٣/ ٢٣٠ وابن قتيبة في المشكل ٣٨١ وفي تفسير غريب القرآن ١٢٨ ل ١٢]. وخلاصة المعنى في الآية الأولى (والثانية على نمطها): أخبروني هل إذا وقع بكم عذاب الله أو وقعت الساعة هل تدْعون غيرَ الله أي تلك الأصنام التي تعبدونها؟ وهو سؤال مقصود به أن يَتَبَيَّنوا بأنفسهم زيف عقيدتهم، وأنهم لن يدْعوا الأصنام حينئذ {بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ}[الأنعام: ٤١] و [ينظر بحر ٤/ ١٢٤]. وأما (ألم تر) فكل منها لَفْت إلى أمر للتعجب منه [ينظر بحر ٢/ ٢٥٨ ي فهي قريبة المعنى من (انظر كيف).
* وأخيرًا فإن الرؤيا المنامية واضحة السياق {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ}[يوسف: ٤، وكذلك ما في ٣٦، ٤٣، ١٠٠ منها، والصافات ١٠٢، ١٠٥] أما {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ}[الإسراء: ٦٠] فالمسألة خلافية. هناك مَنْ جَعَلها بشرى بدخول مكة فهي منامية