للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليك واربَعْ على ظَلْعك كذلك معناه انتظر ". ولمَا سبقت حليمة السعدية رفيقاتِها حين عَوْدتها بأكرم رضيع كُنَّ يقلن لها "اربَعي عليا أي ارْفُقِى واقتَصِري ". (التوقف عن أمر ما والاقتصاد فيه يجعله محدودًا أشبه بالقصير. أما المبالغة فهي زيادة وهي والاستمرار من جنس التطويل).

وفصْل الربيع سمي كذلك لكثرة الكلأ الذي يغنيهم عن الارتحال لطلبه. وعندهم ربيعان "الثاني -عند العراقيين وهو موافق لربيع الفُرس وهو الشائع عند العرب -عدا أهل اليمن- هو الفصل الذي تأتي فيه الكمأة والنَور وهو ربيع الكلأ (يبدأ في شهر مارس)، والفصل الذي يليه تدرك فيه الثمار وهو الصيف عندهم. وربيع اليمن (الأول) يبدأ في ٣ من سبتمبر "وهو الخريف عند العراق ويُعد الربيعَ الأول، وبعده الشتاء. و "ربما سمي الكلأ والغيث ربيعًا "وقد حُمِل على هذا الربيع استعمالات كثيرة "الربيع: المطر الذي يكون في الربيع. والرُبَع -كعمر: ما وُلد من الإبل في الربيع إلخ ".

و"الأرْبعة "العدد أخذت من التجمع مع تناسب الأبعاد (كالذي نسميه اليوم المكعب) فنُظِر إلى أن للشيء أربعة جوانب من أعلاه. جاء في [ل زوى] "كل شيء تامٍّ فهو مُرَبَّع كالبيت، والأرض، والدار، والبساط له حدود أربعة، فإذا نَقَص منها واحد فهو أزْوَرُ مُزَوَّى " (ويلحظ التسوية بين المكعب كالبيت والمسطح المتساوي الأضلاع كالأرض والبساط) وجاء في (لبن) "لبّن الشيء: ربّعه. واللبِنَةُ التي يُبنَى بها، وهو المضروب من الطين مُرَبَّعًا " (وهذا سمي مُرَبَّعا وهو ما نسميه اليوم مكعبًا). وقد أُخِذَت من الأربعة استعمالات كثيرة. ويمكن أن يكون من هذا قولهم "أرباع الرأس: نواحيه ".

<<  <  ج: ص:  >  >>