للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كونها رجومًا للشياطين أن الشهب التي تنقضّ في الليل (هي) منفصلة من نار الكواكب ونورها (كذا) لا أنهم يُرْجَمون بالكواكب نفسها. لأنها ثابتة لا تزول "اه. وقوله تعالى: {فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل: ٩٨]، فسرت صفته هذه بالمرجوم بالكواكب (أي شأنه وشأن قَبيلِه أن يُرْجموا بالكواكب) "وقيل رجيم ملعون مرجوم باللعنة مبعد مطرود "وفسرها [قر ١/ ٩٠] بالمبعد من الخير المهان. وكل (رجيم) في القرآن فهو بهذا المعنى.

ومن معنوى الرجم: الطَرْح "الرَجْم: القول بالظن والحدس {وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ} [الكهف: ٢٢] (أي حَدْسًا وتخمينًا لا عن أساس. وهذا كما نقول الآن: كلام مُرْسَل) ومن هذا: "الرجم: السب والشتم. والمَراجم: الكَلِمُ القبيحة. وقول أبي سيدنا إبراهيم أو عمه {لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ} [مريم: ٤٦]، فسرت بالسب وبالهجر، وبـ لأهجرنك ولأقولن عنك بالغيب ما تكره اه [ل]. تفسير لأرجمنك بـ لأسبنّك سائغ، أما تفسيرها بالهجر وحده أو بالهجر والكلام بالغيب فلا وجه له، لأنه هو طلب منه أن يهجره ويبتعد عنه دهرًا فقال بعد الكلمة السابقة {وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا} [مريم: ٤٦]، ثم إنه هو أبوه أو عمه فله عليه دَرجة تتيح أن يشتمه مواجهة لا أن يهدده بأن يشتمه غيبًا. ويسوغ في تفسير اللفظ أن تكون تهديدًا بأن يقذفه بشيء مادّي تناله يده.

بقى من الاستعمالات المادية (الرجم -محركة- القبر، والحفرة، والتنور، والبئر "فهذه الشأن أن يقذف فيها (أو عليها) شيء (الميت أو الحجارة فوق القبر، والخبز، والدلو). "الرِجام: المِرْجاس (وقد وُصف في (رجس) وأضيف هنا "وذلك كله إذا كانت البئر بعيدة القعر لا يقدرون على أن ينزلوا فيُنقّوها "

<<  <  ج: ص:  >  >>