يُبْعد البِدادان الظَلِفاتِ عن بدن البعير، وكما في البَدَد والبادَّين حيث يتباعد الفخذان بعضُهما عن بعض عند المشْي من كثرة لحمهما. والبديدةٌ فراغٌ ممتد، أي مفارقة ممتدة.
وهناك استعمالات أخرى بمعنى التفريق أو المفارقة والمباعدة، قالوا:"بَدَّدَ - ض: نَعَس وهو قاعدٌ لا يرقد "(مفارقة ومجافاة للفراش)، "أَبَدَّ يده إلى الأرض فأخذ منها شيئًا (مدها فأبعد المد)، وأبدَّ نظره: مَدَّه. كذلك "، "كان يُبِدُّ ضبعيه في السجود (من أَبَدّ): أي يجافيهما. والتبديد: التفريق (بعثرة، وعبر به عن لازمه وهو الإتلاف والتضييع).
والتفريق يلزمه انفراد كل مما تفرق. ومن هنا "استبد بالأمر: انفرد به دون غيره "والسين والتاء للاجتهاد في تحصيل ذلك.
وقولهم: "لا بُدَّ من ذلك: لا فراق منه " (أي هو لازم لا يُتَخَلَّى عنه - كقولهم في الملازمة والاستمرار: ما زال وما انفك وما برح. فعبروا عن الملازمة بنفي الزوال والمفارقة) "والبديدة: الداهية " (تُفَرق - وتجتاح فتُفْرِغ).
أما قولهم: "البَدّ: التعب. بدّد - ض: أَغْيا وكَلّ "فهو: إما من فراغ القوة، وإما من التوقف عن العمل (كَلالًا) وهو فراغ، وصيغة فعّل هنا بمعنى تفعّل - كبيّن بمعنى تبين [ينظر ل بين، وتسهيل ابن مالك ١٩٨].
= وفي (بدن) تعبر النون عن امتداد لطيف في الباطن، ويعبر التركيب عن تكتل الشيء وتجسُّمه (كأنما دُسّ في فراغ باطنه ما جسّمه - كما في كتلة بَدَن الحي التي تتفرع منها أعضاؤه).