الذي كاد يصلُ في البئر إلى حافَتها فلا يُحتاج إلى رِشاء طويل ليُوصلَ إليه، وكالروض أو القاع المرتفق أي الممتلئ، وكأن أصل هذا الوصف للبئر. والمرتع الرَفَق قريبٌ ميسَّر التناول. المرفاق من النوق قريبة الدّم من اللبن، فيختلط باللبن من أقل ضغط.
ومن معنى يسر التناول جاءت تسمية "المرفق كمَنْزِل ومِنْجَل من الإنسان والدابة: موصل الذراع في العضد "لأنه ييسر حركة الذراع للتناول والعمل، {وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ}[المائدة: ٦] و "المِرْفقة والمِرْفق -بالكسر: المتكأ والمخدة "(إما أنها من المِرْفَق الموصل تسمية بالمجاور أو لأن الاتكاء تيسير) وارتفق: اتكأ، وتمرفق: اتخذ مِرْفقة. ارتفق بالشيء: انتفع به/ استعان به {وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا}{وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا}[الكهف: ٢٩، ٣١] المرتفَق: الشيء الذي يُطْلَب رفقه باتكاء وغيره [بحر ٦/ ١١٦ وهناك أقوال أخرى] وأقول إن الآيات تذكر المرتفقات التي ينتفع بها وتيسر الحياة: المسكن، والشراب، والفُرُش وما إليها. فذكرت ما لأهل النار من ذلك ووصفته بالسوء وما لأهل الجنة ووصفته بالحسن. واعتداد النار مسكنا، والمهل شرابا -من المرتفقات يعد تهكما مثل {فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}[لقمان ٧]. والرفاق -ككتاب: حبل يُشَدّ من وَظيف البعير إلى عَضده أو عُنقه (فيظل متاحًا لا يشرد بسبب ثنى ذراعه عند مرفقه).
ومن معنوى ذلك "المرفق -بالضبطين: هو من الأمر ما ارتفقت به وانتفعت به/ ما استُعين به {وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا}[الكهف: ٦]. ومن يُسْر التناول ذاك جاء استعمال "الرِفْق -بالكسر في ضد العُنف/ لِين الجانب ولطافة الفعل "ومنه "الرفيق: الصاحب في السفر أو هو عام ". {مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ