"التزجية: دَفْع الشيء كما تُزَجِّى البقرةُ ولَدَها أي تَسوقُه (تدفعه برأسها). زَجَّيْت الشيء إذا دفعتَه برفق. ورجل مِزْجاءٌ للمَطِيّ: كثير الإزجاء لها يُزْجيها ويرسلها. "أعْيا ناضِحى فجعلتُ أُزَجّيه أي أَسُوقه ".
° المعنى المحوري دفع (الضعيف) للأمام أو بعيدًا برفق. كما تدفع البقرة ولدها وكما يُدْفَع المُعْيى أي يُساق برفق، ومنه أن الريح تُزْجى السحاب أي تدفعه دفعًا رفيقًا {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا}[النور: ٤٣]، أي يَسوقه [قر: ١٢/ ٢٨٨]، {رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ}.
وردُّ المُقْبِل أو المُقْدِم إبعاد. ومنه قوله تعالى:{وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ}[يوسف: ٨٨]: مَدْفوعة لا يقبلها كلُّ أحد لرداءتها [قر ٩/ ٢٥٣، الخازن ٣/ ٣١١]. هذا وقد فُسّرت المُزْجَاة أيضًا بالقليلة اليسيرة [ل ٧٤، تفسير الخازن ٣/ ٣١١] والرداءة أدخل في باب الضعف من القِلّة، وهي أنسب أن تَكون سبيًا للإزجاء. وقد جاء في اللسان "المُزَجَّى - اسم مفعول ض: الذي ليس بتامِّ الشَرَف ولا غيره من الخلال المحمودة ".
والدفع للأمام برفق هو تحريك وتسيير برفق، ومن هذا استعمل في (جريان الأمر) برفق أي سهولة ويسر فقالوا "زَجَا الخَرَاجُ: تيسيرت جِبايته، وزَجا الشيءُ: تَيَسَّر واستقام " (كما نقول الآن الحال ماشٍ. ومن هذا) "لا تَزْجُو صلاةٌ لا يُقْرأ فيها بفاتحة الكتاب "أي لا تُجْزِئ (كقولنا لا تجوز من الجواز المرور) و "زجا الشيءُ: راجَ "ومنه كذلك قولهم "فلان أزجى بهذا الأمر من فلان أي أشد نفاذًا فيه منه " (يَسِير فيه أو يُسَيّره).