للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للمستقيم الحال يقع في شر عظيم. لأن القدم إذا زلّت نقلت الإنسان من حال خير إلى حال شر [قر ١٠/ ١٧٢]. ويقال زلّ في رأيه ومنطقه أخطأ " (كما يقال سَقْطَةٌ) {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا} [البقرة: ٣٦] فسرت في [طب ١/ ٥٢٤ وقر ١/ ٣١١] أخذا من الزَلَّة: الخطيئة. لكن هذا يحوج إلى التأويل في وضع "عنها "هنا. فالدقيق تفسيرها بأنه أزلقهما وأبعدهما عن كلمة الله فلم يقدرا على الثبات على قوله: {وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ} [البقرة: ٣٥] يقال زَلَّ عن مكانه: تنحَّى عنه. قال امرؤ القيس: (يزِلّ الغلامُ الخِفُّ عن صَهَواته)

وقال (....... يزِل اللِّبْدُ عن حاله متنه)

{فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ} [البقرة: ٢٠٩] (سقطتم أو ضَلَلتم). {إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا} [آل عمران: ١٥٥]. (أمكنته ذنوبهم من استغوائهم وإزلاقهم). ومن معنوى هذا "زلّ عُمرُه: مضى وذهب، وزَلَّتْ منه إلى فلان نِعَم: وصلت منه إليه ".

ومن المعنى الأصلي "زلزل الشيء: حرّكه شديدًا (كأنما كرر إزلاقه للأمام فللخلف مثلًا) {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} [الزلزلة: ١]، {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} [الحج: ١]، {وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ ....} [البقرة: ٢١٤]: خُوِّفُو وحُرِّكوا .. من الزلزلة: شدة التحريك تكون في الأشخاص والأحوال [قر ٣/ ٣٤]. وفي الأثر "لا دَقَّ ولا زَلْزَلة في الكيل "أي لا يُحَرّك ما فيه ويُهَزّ لينضم ويسع أكثر مما يسع عادة ".

والانزلاق مرور بخفة وسلاسة، ومن هذا "الماء الزُلال والزليل: السريع النزول والمَرِّ في الحلق/ العذبُ/ الصافي الخالص " (كل هذا يجعله سَلِس المرور في

<<  <  ج: ص:  >  >>