فتصبح بهم مستوية)، وكذلك {فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا}[الشمس: ١٤]، (أي دفنهم فيها وسواها عليهم). وأرى أن من هذا أيضًا {فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى}[طه: ٥٨]، قال في قر: مستويًا يتبين للناس ما بينّاه فيه (أي ظاهرًا مكشوفًا يرى الناس جميعًا ما يجري فيه، فالظهور لازم لاستواء سطح الشيء، لأن السحرة ظنوا أنهم سيفضحون موسى أمام الناس، وقَبِل سيدنا موسى التحدي ورفع مستوى العلانية {قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى}[طه: ٥٩]، فحدّد أَجْمَعَ الأيام للناس، وأَضْوأَ الأوْقات، وأنشطها للناس. أما تفسير (سِوَى) هنا بـ "مَنْصَفًا وَسَطًا، أو عدلًا, أو سوى هذا المكان أي غيره [قر ١١/ ٣١٢] فغير مناسب لأنهم لا يبحثون عن الوسط أو العدل أو مكان آخر ".
ومن ذلك المعنى المحوري جاءت عدة معان:
أ) فمن الأصل تؤخذ التسوية بين أشياء فيكون أصل هذا المعنى جعل ارتفاع هذا أو ظاهره بقدر ارتفاع ذاك أو ظاهره - ثم يستعمل في مطلق التسوية في القدر أو الحال {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (١٩) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (٢٠) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (٢١) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ} [فاطر: ١٩ - ٢٢]، {إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ}[الشعراء: ٩٨]، وكل {يَسْتَوِي}، {تَسْتَوِي}، {يَسْتَوِيَانِ} , {يَسْتَوُونَ} هي من ذلك، وكذا {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}[البقرة: ٦]، {تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ}[آل عمران: ٦٤] , {سَوَاءٌ مِنْكُمْ