ومثل هذا:{وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا}[آل عمران: ١٢٠] أي مصيبة. ومثل هذه:{ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا}[الأعراف: ٩٥]، {لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ}[الإسراء: ٧] أي بالسبي والقتل فيظهر أثر الحزن في وجوهكم/ ليفعلوا بكم ما يسوء وجوهكم [قر ١٠/ ٢٢٣] يعروها الخزي والكآبة. أما {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ}[الشورى: ٤٠]. فهذه للعدوان.
ثم يُنقل السوء إلى القبح المعنوى كالسيئة: الذَنْب والخطيئة (فعل قبيح){بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ}[البقرة: ٨١] , {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى}[الروم: ١٠]- السُوءى تأنيث الأسْوأ، وهي اسم كان، والخبر "عاقبة "، أو هي الخبر وعاقبة هي الاسم، والمراد بها النار - مقابل "الحسنى "في قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى}[يونس: ٢٦]- والمصدر المؤول بعدها "أن كذبوا "تعليل. ويجوز أن يكون هو اسم كان وتكون "السوأى "مصدرًا (أي مفعولًا مطلقًا) أو صفة لمحذوف [ينظر: قر ١٤/ ١٠]، {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}[فاطر: ٤٣] , {وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ}[الفتح: ١٢] أن الله لا ينصر رسوله، {عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ}[الفتح: ٦]، العذاب الذي يسوءهم ظاهرًا وباطنًا. وفسِّر بالفساد والهلاك يقع بهم، وهو منه {لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ}[الرعد: ١٨]، الحساب الذي يسوءهم بالاستقصاء (أي عدم التجاوز عن أي شيء) أو بإحباط الحسنات وعدم التجاوز عن السيئات؛ فتسوء عاقبتهم والعياذ بالله. "وساءه: ضد سرَّه ".
خلاصة استقرائية: كل {سَاءَ} و {سَاءَتْ} فهي بمعنى (قبُح) وكذلك