يغمر، وكذلك يؤخذ منه التنزيه، من الانبساط فوق الماء ونحوه دون الانغماس فيه، أي من الفَوْقية والعُلُوّ - كما يقال:"تعالى الله "، ومن عدم الانغماس. وهذا هو معنى ما قالوه من أنه التنزيه والتبرئة، كما قال الأعشى الكبير (د ١٩٣٠).
أقول لمّا جاءني فَخْرُه ... سبحانَ من علقمة الفاخر
أي سبحان الله من فخر علقمة، أي تنزيهًا لله مما أتى علقمة من الافتخار، نكيرًا [طب ١/ ٤٧٤] وقد جاء في تفسير التسبيح الموجَّه إلى الله عز وجل بالتنزيه حديثٌ صحيح [قر ١/ ٢٧٦] فلا مجال لكلام بعد. أما في البيت فأنا أرجح أنه تعجب من فخره برغم عدم أهليته عنده.
ومما ورد في التنزيه عن أمور معينة:{وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ}[البقرة: ١١٦]، {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ}[النحل: ٥٧]، {مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ}[النور: ١٦](تنزيها أن يقال ذلك عن زوج نبيك - صلى الله عليه وسلم -)، {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ}[الصافات: ١٨٠]. ثم من هذا أُطلق في التعبير عن التنزيه العام تمجيدًا لله عز وجل بالصلاة والذكر الخ. {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ}[ق: ٣٩].
[خلاصة: ذكرنا آيات السبْح بمعنى الانبساط جريانا دون انغمار. وسائر ما في القرآن من التركيب تفسَّر فيه (سبّح) وتصريفها و (سبحان) هكذا:
أ - بعضه بالتنزيه عن أن يُنسَب إليه تعالى ما لا يليق: الشريك أو الولد، أو نحوه مِـ (ما يصفون)، أن يخلق شيئا باطلا، أن يُرَى بالبصر، أن تعلم ملائكته ما لم يعلِّمهم إياه، أن يخفى عليه مكر شر (القلم ٢٨)، أن يتخلف وعده.
ب - وبعضه بالتعظيم وهو لازم للتنزيه [ينظر بحر ٨/ ٣٠٧] وسياقه أن