للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسنان كبيرة. ثم اتخذوا الأسنان للاستدلال بها على العمر بنباتها وعددها وسقوطها. [ينظر: ل].

أما "السُنَّة - بالضم: الوجه "، فهو من التهيئة والتسوية مع النفاذ، فالمقصود به أصلًا هو مقدَّمُه بنتوءاته الأنف والجبهة وأعلى الخدين مع صقالته أي خلو ذلك من الشعر، قالوا "السُنَّة: ما أقبل عليك من الوجه "و "رجل مسنون الوجه: إذا كان في أنفه ووجهه طول "، و "السُنّة ": الوجه لصقالته وملاسته "كأنه قد سُنّ عنه اللحم "وتتمثل تسويته وتهيئته في كونه على شكل معين يُعرف به بين الناس ويتعامل به بينهم وهذا نفاذ. "والمسنون: المصقول المملّس كالمرمر المسنون ". وقولهم: "سَنَنْت الشيء: صوّرته، والمسنون: المصوَّر، والسُنّةُ - بالضم: الصورة، والوجه، وكذلك سَنَّ الطين: اتخذ منه فَخَّارًا "أي صوّره إناءً فخاريا فكل ذلك من التهيئة والتسوية على هيئة ذات نتوءات خاصة يتميز بها الشيء بين غيره ويُعْرَف. ومعرفة الشيء قبول له، كما حَمَل (المعروف) ضد (المنكر) معنى القبول. والمعرفة والقبول نفاذ إلى النفس. وقوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} [الحجر: ٢٦] فُسِّر المسنون في [قر ١/ ٢١] بالمتغير، وبالمنتن المتغير، وفسِّر كذلك بالمَصْبُوب، وبالمُصَوّر، وبالمُنْصَبّ، وبالمُطَوَّل. وأقربهن إلى معنى التركيب هو المصوّر. وهو يكون قبل الجفاف والصلصلة. وقد يتأتى تفسيره بالمتغير (المنتن) أخذًا من الامتداد في الأصل، لأن الحمأ يُنتن إذا طال زمن بقائه في قاع البئر. وهذا مرجوح لأن العبرة في التصوير أقوى. ثم إنه لا ضرورة لأن يكون أصل الإنسان منتنًا.

وليس في القرآن من مفردات التركيب إلا (السِنّ) و (سُنَّة) وجمعها (سنن)

<<  <  ج: ص:  >  >>