"الشرعة -بالكسر، والشريعة في كلام العرب: مَشْرَعَة الماء، وهي مَوْرد الشاربة (أي المكان الذي ينزلون منه إلى ماء النهر) فيشربون منها ويستقون. وربما شرّعوها دوابَّهم حتى تشرعها وتشرب منها، والعرب لا تسميها شريعة حتى يكون (الماء) عِدًّا لا انقطاع له، ويكون ظاهرًا مَعِينًا لا يُسْقى بالرشاء. شرعت الدواب في الماء أي دخلت. شرع الوارد: تناول الماء بفيه (أي كما تشرع البقر والجواميس في النهر وتشرب). والشوارع من النجوم: الدانية من المغيب ".
° المعنى المحوري شق منفذ إلى الماء (أو المائع الطيب المُرْوي) للتناول بتمكن واتساع ودوام. كشرْع الماشية في الماء من المشرعة الدائمة وهذه المشرعة منزل إلى الماء يُصنع عادة بشق بعض الضفة بإزالة مدرها للوصول إلى الماء. ومن ذلك "الشريعة والشِرْعة: ما سنّ اللَّه من الدين وأمر به كالصوم والصلاة والحج والزكاة وسائر أعمال البر -مشتق من شاطئ البحر- عن كراع. ومنه قوله تعالى:{ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ}[الجاثية: ١٨] ". أي على منهاج واضح من أمر الدين. والشرائع في الدين: المذاهب التي شرعها اللَّه لخلقه [قر ١٦/ ١٦٣] فالشريعة وسيلة إحياء الروح وتغذيتها ووصولها اتماء (أي نفاذا) إلى الملأ الأعلى وارتقاء عن الحيوانية. وفي [تاج] مما حكاه عن الراغب: سميت الشريعة تشبيهًا بشريعة الماء بحيث إن من شرع فيها على الحقيقة المصدوقة رَوِي وتطهر. لكن في الجمع بين الشرعة والمنهاج في قوله تعالى {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} جاء في [ل وفي قر ٦/ ٢١١ بحر ٣/ ٥١٣] ما يعني التسوية بينهما، في حين قال المبرد "الشرعة ابتداء الطريق، والمنهاج الطريق المستمر ". وأنا أميل إلى قول المبرّد، لاتفاقه مع معنى الشرعة في اللغة. وتفهم الشرعة على أنها الصيغة العقدية للدين