(مثلًا في الإسلام الشرعة هي شهادة أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدًا رسول اللَّه، وسائر ما قرره حديث الإيمان. والمنهاج شعائر الدين وأحكامه التي جاء بها كلام اللَّه تعالى وكلام رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم-). والجمع بين الشرعة والمنهاج يقتضي الفرق بينهما، لكنه لا ينفي التكامل بين الشرعة والمنهاج، كما لا ينفي اتساق الأديان السماوية في الأصول العامة. فإن التكامل بين الشرعة والمنهاج -حسب ما اخترنا في تفسيرهما- يسمح باعتداد الاختلاف بين الأديان في أحدهما اختلافا بين مقررات كل من الأديان والآخر. وفي [قر ٦/ ٢١١]: ومعنى الآية أنه جعل التوراة لأهلها، والإنجيل لأهله، والقرآن لأهله. وهذا في الشرائع والعبادات "ثم قال والأصل التوحيد لا اختلاف فيه ". لكنه لم يربط بين المعنى اللغوي والمراد لكل من اللفظين فكأنه جعلهما مترادفن كما صرح في [بحر ٣/ ٥١٤]. لكن في قوله تعالى:{شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ}[الشورى: ١٣] جاء [في قر ١٦/ ١٠ - ١١] أن نوحا عليه السلام أول الرسل "بعثه اللَّه بتحريم الأمهات والبنات والأخوات، ووظف عليه الواجبات وأوضح له الآداب في الديانات، ولم يزل ذلك يتأكد بالرسل حتى ختمها اللَّه بخير الملل مِلّتنا على لسان أكرم الرسل نبينا محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، فكأن المعنى أوصيناك يا محمد ونوحا دينا واحدا يعني في الأصول التي لا تختلف فيها الشريعة وهي التوحيد والصلاة والزكاة والصيام والجج، والتقرب إلى اللَّه بصالح الأعمال. . والصدق والوفاء بالعهد وأداء الأمانة وصلة الرحم، وتحريم الكفر والقتل والزنى والأذية للخلق كيفما تصرفت. . واقتحام الدناءات، وما يعود بخرم المروءات. واختلفت الشرائع