للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في هلكة بحيلة). وعبارة الأزهري "صلَيت فلانًا: إذا عملت له في أمر تريد أن تَمْحَلَ به وتوقعه في هلكة "وعبارة الزمخشري "صلَيْتُ بفلان: إذا سوّيت عليه منصوبة لتوقعه "وعبارة [تاج مع ق] "ومن المجاز صَلَى فلانًا صَلْيًا: داراه أو خاتله، وقيل: خدعه "اهـ.

وبالعَوْد إلى التليين بالنار نجدهم قالوا "صَلَى اللحم بالنار (رمى): شواه "واللين هنا متمثل في طيب اللحم بالشيء وذهاب فجاجته التي تمنع أكله نِيئًا. وكذا قالوا: "صَلَى ظهره بالنار (رمى): أدفأه "فهذا مجرد تقريب الظهر من النار ليدفأ ويلين. والاصطلاء الاستدفاء {لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ} [النمل: ٧]. وكل ذلك طيب أثناء -أي من الرخاوة في المعنى الأصلي.

وتخلصوا من قيد التطييب في تسليط النار على ظاهر الشيء إنضاجا أو تليينا فقالوا "صَلَى اللحمَ في النار (رمى) وأصلاه وصَلّاه - ض: ألقاه للإحراق، وصَلىَ بالنار وصليها (تعب) صَليًا -بالفتح وصُلِيًّا- فُعول، واصطلى بها وتصلاها ": احترق بها/ قاسي حرها " {سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا} [النساء: ٥٦]، {تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً} [الغاشية: ٤]، {ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ} [الحاقة: ٣١]، {وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ} [الواقعة: ٩٤]. واحتمال التطييب بالإحراق يعلمه اللَّه تعالى.

ومن لين الأثناء والرخاوة مجازًا بمعنى خشوع الباطن استعملت في الدعاء الذي هو تضرع لاستنزال الرضا أو الفضل، وهذا هو الذي جعلوه الأصل في تسمية الصلاة ذات الركوع أعني: الدعاء. قال [طب ١/ ٢٤٣]: إن المصلِّى متعرضٌ تعرّضَ الداعي. وقد استعمل اللفظ بمعنى الدعاء وحده كثيرًا، ومنه الحديث. ". . . وإن كان صائمًا فليصل "أي فليدع أي لأرباب الطعام. وبمعنى الدعاء

<<  <  ج: ص:  >  >>