للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومما يعم في المادي والمعنوي "ضره: ضد نفعه/ ألحق به أذى أو مكروهًا، وكذا ضرّ به، وأضرّه، وبه، وضارّه " (سبب له نقصا أو ضيقا) {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ} [يونس: ١٢]، {فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ} [الأنعام: ٤٢] وليس في الاستعمالات القرآنية للتركيب ما يخرج عن معنى الضيق وما يلزمه {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: ٩٥] الزمانة [قر ٥/ ٣٤١]. وهي تضييق بالنقص من إمكانات غير الزَمِن بأيٍّ من صُوَره. ثم ذكر قصة نزول الآية دون هذا الاستثناء وتساؤل ابن أم مكتوم (أعمى كان حاضًرا) عن الذي لا يستطيع الجهاد من المسلمين (أي من هم في مثل حاله)، وأن الاستثناء نزل فور تساؤله. {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: ١٠٥] أورد [قر ٦/ ٣٤٢] قول سيدنا أبي بكر -رضي اللَّه عنه- حسب رواية أبي داود والترمذي: أيها الناس، إنكم تقرءون هذه الآية وتتأولونها على غير تأويلها، وإني سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم اللَّه بعذاب من عنده "ثم ما رواه أبو داود والترمذي أيضًا عن أبي ثعلبة الخشني أنه سأل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن هذه الآية فقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "بل ائتمروا بالمعروف وتناهَوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شُحًّا مطاعًا، وهوى متبعًا، ودُنْيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك خاصةَ نفسك، ودع عنك أمر العامة، فإن من ورائكم أياما الصبرُ فيهن مثل القبض على الجمر. للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلًا يعملون مثل عملكم "وفي [قر] إضافات كثيرة أهمها أن تطبيق هذه الآية وحديث الخشني هو في ما بعد القرون الأولى بما يشمل عصرنا هذا. واللَّه المستعان.

<<  <  ج: ص:  >  >>