ما جُعِل الجدُّ الظَنُون الذي ... جُنِّبَ صوب اللَجِبِ الماطرِ مِثلَ الفُراتِيّ إذا ما طما ... يَقْذفُ بالبُوصِيّ والماهر (الجُدُّ -بالضم: البئر التي تكون في موضع كثير الكلأ. والجُدّ الماءُ القليل، وقيل هو الماء يكون في طرَف الفلاة. وقال ثعلب هو الماء القديم. الجُدْ جُد -بالضم: البئر الكثير الماء. [ل جدد]. الصَوْب: المطر. اللَجب: الراعد) فخلاص بيتي الأعشى أن البئر التي لا يخرج منها إلا ماء قليل لا تقاس بالنهر الفراتي أي الشبيه بالفرات -إذا طما فكان يقذف بالملاحين. وواضح أنه لا يعني البئر المعدومة الماء بدليل تفسيرات الجُدّ، فإن التي تكون في موضع كثير الكلأ لابد أن تكون كثيرة الماء، لنداوة باطنها، ولكثرة الراعية المحتاجة للشرب، وأيضًا فإنه جاء في الأثر "فنزل على ثَمَد بوادي الحديبية ظَنُون الماء. "الثَمَدُ: الماء القليل الذي لا مادة له/ الماء القليل الذي يبقى في الجَلَد " (ل ظنن، جدد) ويستحيل أن يكون معنى الظنون الذي لا يُدْرَى أفيه ماء أم لا. إذ كيف ينزل الجيش في موضع هذا شأنُ بئره) فالخلاصة أن تفسير الظنون بالذي لا يدري أفيه ماء أم لا تسامح. والصواب أن البئر الظنون هي التي يخرج منها ماء قليل.