[القصص: ٨٥] بشارة برده إلى مكّة قاهرًا لاعدائه [قر ١٣/ ٣٢١] ونكّره للتعظيم: معادٍ أيِّ معاد [بحر ٧/ ١٣٢]. وسائر ما في القرآن من التركيب عدا ما سنعرض له الآن هو من العود إلى حال: معصية أو ملة أو عقوبة أو العود إلى الحياة، والإعادة إلى الأرض أو البحر أو الحياة أو الملة أو النَّار. والسياقات واضحة.
ويأتي من الأصل عاد بمعنى صار لأنَّ العَوْد إلى المكان تحوّل تؤخذ منه الصيرورة "عاد رَهْبًا: كالًّا. {وعادَ بعدَ أعظُمِ أعوادًا}: أي مثلها "{حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ}[يس: ٣٩] صار {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ}[سبأ: ٤٩] الحق هو القرآن والوحي، فبطل ما سواه من الأديان. فلم يبق لغير الإسلام ثبات في بدء ولا في عاقبة، وقيل الباطل الشيطان أو الأصنام أو ضد الحق وقد هلكت بمجيء الحق. والهالك لا يبقى له إبداء ولا إعادة. قولهم لا يبدئ ولا يعيد مثَلٌ في الهلاك [بحر ٧/ ٢٧٠]. {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا}[المجادلة: ٣] فسّر العود هنا بتكرار لفظ الظهار، وبالعود لوطء امرأته أو إمساكها [ينظر قر ١٧/ ٢٨٠، بحر ٨/ ٢٣٢] وكأن المعنى على التفسير الأخير يرجعون عما قالوا أي عما عَنَوه بقولهم.
"والعِيد: ما اعتاد -كذا- من حزن وشوق ". ولعل حقيقته ما يَعُود، على أساس أن العَوْد والرجوع تكرار واستمرار. وفي العيد واحد الأعياد في نحو {تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا}[المائدة: ١١٤] علل في [قر ٦/ ٣٦٨] للتسمية بتعليلات كثيرة لأخذها من العَود -بالفتح أو من العيد اسم فحل!! وللخليل كلام صَدْرُه:"العيد كل يوم يَجْمع النَّاس. . "فهذا هو التعليل الصَّحيح من حيث إن عَوْدَهم إلى التجمع تكرار وهو صورة من الاستمرار {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا