٣١] في [قر ١٣/ ١٦] لم يرجع/ لم يتفت ". من "عَقّبَ - ض: انصرف من أمر أراده " (كأنما انقلب على عقبيه). وقوله تعالى:{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ}[الرعد: ١١]: ملائكة الليل والنهار الحفظة يتعاقبون فيكم، وأنث لكثرة ذلك من الملائكة نحو نسابة وعلامة [ل ١١١] أو لأنهم طوائف {وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ}[الرعد: ٤١]: أي ليس مَن يخلفه في النظر إلى حُكمه فيكُرّ عليه بنقض أو تعديل. أي لا راد لقضائه.
ومن الأصل "عاقبت الرجل: جزيته بما فعل سُوءًا ". وأصل ذلك أنك جعلت ثمرة عمله تَعْقُبُه أي تلحقه لا يفوتها، وهي في الأصل عامة في الخير والشر كما قالوا "اعتقبتُ الرجلَ خيرًا أو شرًّا بما صنع أي كافأته به، ثم خُصّت بالشر من المعاناة (المفاعلة) في إلحاقها به ولا يكون ذلك إلا في الشر. وبهذا المعنى جاء كل (عاقَب)، (عوقب)، (عقاب){وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ}[النحل: ١٢٦] والملاحقة فيها واضحة. وكذا {وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ}[الممتحنة: ١١] أي لاحقتموهم (حتى غمتم) وفي [قر ١٨/ ٦٩]"عاقب، وعَقَب، وعقّب ض، وأعْقَب، وتَعَقَّب، واعْتَقَب، وتعاقب: غَنِم "(خَلَفَ القوم على مالهِم). و "العُقَاب - كغراب: طائر من فصيلة النسور (لعله سمي كذلك للزومه قُنَن الجبال والعَقَبات - آخرَها من أعلى)، والرايةُ "(لأن المقصود بنصبها لحاقهم - أو المتأخرين منهم - بها). وقد توسعوا في تصريف التركيب وكلها ترجع إلى ما ذكرنا.