ومن ذلك المعنى المحوري أخذ معنى العِلْم وهو "الاعتقاد الجازم الثابت المطابق للواقع " [تاج] فكونه اعتقادًا هو أنه مَعْنًى أو حكم تربّى في القلب أخذًا من دلالةٍ أو لافتٍ قوي أو حجة قوية، وكونه جازمًا يؤخذ من قوة اللافت، وكونه ثابتًا يؤخذ من ثبات اللافت واللَفْت، وكونه مطابقًا للواقع يرجع أيضًا إلى قوة اللفت ودقته.
ب) العلَم والعلامات {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ}[الزخرف: ٦١] في قراءة للأعمش شاذة، {وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ}[النحل: ١٦]، وصفًا للرَّوَاسِى في الآية السابقة لهذه.
ج) العِلْم الذي هو ضد الجهل، ويؤخذ من الأصل اتساع معنى العلم ليشمل أنواعًا. وقد جاء في [ل] "عَلِمْت بالشيء: شَعَرْت به. ويستعمل بمعنى المعرفة {لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ}[الأنفال: ٦٠] وبمعنى ما يتكون في القلب من حكم على الشيء {فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤءْمِنَاتٍ}[الممتحنة: ١٠]، {سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلمْتَنَا}[البقرة: ٣٢] وقد سبق الفرق بين العلم والمعرفة في (عرف). وقول أبي حيان [١/ ٤٦٦]"المعرفة العلم المتعلق بالمفردات ويسبقه الجهل بخلاف أصل العلم فإنه يتعلق بالنِسَب، وقد لا يسبقه الجهل، ولذلك لم يوصف اللَّه تعالى بالمعرفة، ووصف بالعلم "إضافة