تصورًا كأن أثناءه تغلغلَ بعضُها في بعض بقوة، فتماسكتْ معًا. وهذا التغلغل من باب الانصباب لقوته.
ومن ذلك:"غروب الشمس "بانصبابها من الأفق وغيابها في أدناه: {وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ}[الكهف: ٨٦]، وكل فعل (غَرَبَ) ومضارعه ومصدره الغروب فهي للشمس، و (المغرب) جهة الغروب، {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ}[البقرة: ١١٥]، {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ}[الرحمن: ١٧]{فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ}[المعارج: ٤٠ وكذا ما في الأعراف: ١٣٧] هناك أثر عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما يمثل تصور العرب أن للشمس مشرقا ومغربا لكل يوم، وفي التثنية يراد أقصى مطلع تطلع منه الشمس في الأيام الطوال، وأقصرُ يوم في الأيام القصار [ينظر قر ١٥/ ٦٣ - ٦٤]، وكذا الأمر في الغروب. ولا مجمل على الإسلام كلام أمية عن جلد الشمس ولا التعليق على هذا، المسند لابن عباس مبدوءًا بقسم [نفسه]. {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ}[القصص: ٤٤] أي الجبل الغربي [قر: ١٣/ ٢٩١] أي الذي في جهة الغرب. والغرب من الشجر ما أصابته الشمس بحرها عند (اتجاهها) للأفول: {يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ}[النور: ٣٥]-أي هي شرقية وغربية معًا، فالنفي للانفراد؛ إذ هي في صحراء لا يواريها عن الشمس شيء، وهو أجود لزيتها. وقيل غير منكشفة من أي الجهتين. . . [قر ١٢/ ٢٥٨].
ومن مادى الأصل: "فرسٌ غَرْبٌ -بالفتح: مُتَرامٍ بنفسه مُتتابعٌ في حُضْرِه لا يَنْزع حتى يَبعُد بفارسه (كأنما ينحدر بانصباب وقوة خى يغضب وراء الأفق). وسهم غَرْب: لا يُعْرَفُ راميه (لا يُلْحظ إلا اندفاعه من بعيد وإصابته مَن