٣/ ٣٥٢ - ٣٥٤]. {قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ}[النمل: ٤٧]: يقلبكم الشيطان كما يشاء بما يوهمكم ويموّه عليكم به من وساوس وأنتم تتذرعون بها لتُعْرِضوا [ينظر نفسه ٧/ ٧٩]. {فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ}[الحديد: ١٤]: حولتموها عن صحبتنا بنفاقكم. وفي [بحر ٨/ ٢٢١] عرضتم أنفسكم للفتنة بنفاقكم وفي [أبو السعود ٨/ ٢٠٨]: مَحَنتموها بالنفاق وأهلكتموها "لكن السياق يؤيد ما قدمته. {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ}[الأنعام: ٢٣] المناسب للسياق ولمعنى التركيب: جوابهم. أي عن سؤال الآية السابقة {أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ} والجواب ردّ وإدارة (دوران) كما يُسمَّى تحاورا من الحَوْر: الرجوع. وأصل هذا في [بحر ٤/ ٩٩] وما عداه بعيد عن معنى كلمة فتنة. {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ}[ص: ٣٤] ما ذكر في [بحر ٧/ ٣٨١] يجمع أكثر ما قيل، وقد قَبِل هو بعضًا: أنه ألمّ بنسائه جازمًا أن تأتي كلٌّ بفارس يجاهد في سبيل اللَّه دون أن يستثنى، وكُنَّ سبعين، فجاءت واحدة بشق ولد أُلْقِىَ جَسَدًا على كرسيه فعرف ذنبه. وعدد النساء في الروايات متفاوت ٤٠، ٦٠، ٧٠، ٩٠، ٩٩، ١٠٠. فلو فهم أن العدد للتعبير عن الكثرة وإنما كن أربعًا أو نحو ذلك قرب الأمر. فإنني أنزه النبي سيدنا سليمان وكل نبيّ) عن أن تنسب إليه مواقعة هذا العدد من النساء في ليلة واحدة، وكذلك أستنكر رواية ضياع خاتم سليمان. وقد استنكرها ابن كثير وأبو حيان والآلوسي وابن عطية. وفي [الآلوسي في روح المعاني ٢٣/ ١٩٨] عن الإمامية رواية مسندة إلى سيدنا الحسين ذكرها الفخر والبيضاوي وأبو السعود -دون إسناد- أنه وْلِدَ له ولد فقالت الجن والشياطين إن عاش له ولد لنلقين منه من البلاء ما لقينا من أبيه، فأشفق عليه منهم فجعله وظئره