هذا وقد عورض الليث في تخصيصّ الفَعَال - كسحاب: بالفعل الحسن من الجُود والكَرم ونحوه ". وأصل المعنى عامٌّ، إلا أن يكون مرجع التخصيص كثرة الاستعمال. فيسلَّم، إذا ثبت.
وفي قوله تعالى:{وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ}[المؤمنون: ٤] قال في [ل زكا] ص ٧٨]: والزكاة. . وزنُها فَعَلة كصَدَقة. . وهي من الأسماء المشتركة بين المُخْرَج (أي الحب أو المال إلخ) والفِعْل. فيطلق على العين وهي الطائفة من المال المزكَّى بها، وعلى المعنى وهي التَزْكية. . ومن الجهل بهذا البيان أُتِى من ظلم نفسه بالطعن على قوله تعالى:{وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} ذاهبًا إلى أن الزكاة هنا بمعنى العين أي المال المُخرَج (أي فهذا لا يُفْعَل وإنما يُؤتَى أو يُؤَذى) وإنما المراد المعنى الذي هو التزكية ". اهـ. وأقول أولًا: إنه يشير إلى ما حكاه أبو سليمان الخطابي في كتابه عن إعجاز القرآن وردّ عليه [ينظر ثلاث رسائل في إعجاز القرآن ص ٣٨ و ٤٥ و ٦٩]. ثم أقول ثانيًا: إن كلمة الزكاة اسم مصدر وهو قد يستعمل بمعنى الفعل كالمصدر، فـ "فاعلون "هنا يتأتى أن يكون بمعنى يفعلون التزكية (: أداء الزكاة) أو يتزكَّون {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}[الشمس: ٩]، وقد أشير إلى بعض هذا في [ل]. كما ذكرنا آنفا. لكن التعبير بتركيب (فعل) دون (أدّى) أو (آتى) وراءه ما أسلفنا من أن التركيب يعبر عن الممارسة العملية المقترنة بنوع من الجِدّ، والقوة الإضافيه (المبالغة والمواظبة) كما فى [ثلاث رسائل ٤٥] وهي تتمثل هنا فى: