للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أ) الدأب والمواظبة على إيتاء الزكاة.

ب) الالتزام الصارم بكل آداب أداء الزكاة: الالتزام في توقيت وجوبها، والمقدار المخرج، وجودة المخرَج {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ}، والتوزيع، واستحقاق المخرج إليه - بلا تهاون في أي من ذلك. ومراعاة ذلك كله هي التي تجعل إخراج الزكاة يتطلب غاية الجِدّ بحيث يعبر عنه بالفعل لا بمجرد الإيتاء. والتعبير بهذا يشير إلى مستوى لا يبلغه الكثيرون، فمن رحمة اللَّه تعالى أن ذكر التعبير الآخر في آيات أُخَر توسعة على عامة عباده.

وبعد، فلعله مما يؤيد ما ذكرته من استعمال لفظ (فعل) وما اشتق منه في ما هو جِدٌّ لا هوادة فيه:

أ) استعمال هذا التركيب في مقابل القول {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (٢) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: ٢، ٣] وغيرهما.

ب) في إيقاع العذاب {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ} [الفيل: ١] {وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ} [إبراهيم: ٤٥]، {أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (١٦) ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ (١٧) كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ} [المرسلات: ١٦ - ١٨، الصافات: ٣٤] وغيرهن مما أشرنا إليه قبلا. وقد عُبّر عن هذا في [ثلاث رسائل ٦٩] باستعمال هذا التعبير في العقوبات ونحوها.

ج) انصباب استعمال هذا التركيب في كثير من الآيات على ارتكاب المعاصي والمخالفات {أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا} [الأعراف: ١٥٥]، {أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} [الأعراف: ١٧٣]. وآيات أخر كثيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>