للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(هو الرَحِم) {إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} [المؤمنون: ٥٠]، ذات استواء يُستقَرّ عليها، أو ذات ثمار، ولأجل الثمار يستقر فيها الساكنون [قر ١٢/ ١٢٧] {وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ} [البقرة: ٣٦]. وبمعنى الثبات هذا (استقر) وكل (مستقر) بفتح القاف مصدرًا أو مكان استقرار، وبكسرها اتصافًا بالاستقرار، وكذا بمعنى الثبات كلُّ (قرار) مكانًا أو اسم مصدر. {فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} [الأنعام: ٩٨، وكذا ما في البقرة ٣٦، هود: ٦] المستقر ظهر الأرض زمن الحياة، والمستودع بطنها حيث تدفن [ينظر قر ٩/ ٨، ١/ ٣٢، ٧/ ٤٦ - ٤٧] و "أهل القَرَار أهل الحضر المستقرون في منازلهم. وهم قراريون ".

ومنه "القُرّ - بالضم والفتح وكهِرَّة البَرْد ". فهو يجمّد الجسم أو يكاد - عند استمراره بأن يدخل بعضه في بعض، والأمران من باب الثبات: "قُرّ الرجل - للمفعول: أصابه القُرّ. وقَرّت ليلتنا تقَر " (مثلثة القاف).

وقوله تعالى: {كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا} [طه: ٤٠]، {قُرَّتُ عَيْنٍ} [القصص: ٩] وكل (قرة عين/ عينها/ أعين/ أعينهن) هو من برودة العين عند السرور مقابل استعمالهم إسخانها في ضده حيث يقولون: "أَسخن الله عينه "، أو من استقرارها وعدم تطلعها إلى غير ما ترى لرضاها به. وسميت القَارورة الزجاجية لوظيفتها أي استقرار المائع فيها. وقارورةُ العين: حَدَقتُها مشبهة بها في رقة المادة واحتواء الرقيق. وقوله تعالى: {إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ} [النمل: ٤٤]- يؤخذ منه أن القوارير هي الزجاج عينه وعليه فتسمى القِنِّية قارورة نظرًا لأن أصل مادتها سائل شفاف تجمد. وتأمل كذلك {وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (١٥) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ} [الإنسان: ١٥، ١٦] (تجمع صفاء الزجاج وبياض الفضة).

<<  <  ج: ص:  >  >>