للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° المعنى المحوري تتبع أو تتابع باطراد مع تسوية (١): كجَزّ الشعر والصوف عن جلد الشاة أو العنز، وهو واسع يطّرد الجزّ فيه، والمفروض أن يكون ما بقى على البدن منه مستوي الطول، وكذلك قُصَاص شعر الرأس له حدود مستوية من الأمام ومستوية من الخلف، وحدوده عند الناس واحدة. والقُصَّة تكون مجزوزة باستواء أو مسوَّاةً على مُقَدَّم الرأس، وقصُّ الصدر تنغرس فيه أطراف شراسيف الأضلاع متتابعة منتظمة المنبت والنهايات. أما الزاملةُ المذكورة التي تتبع القوم، والشجرةُ النابتة في أصول الكمأة، وتَدُلّ عليها، فهما من باب الاتّباع، وقد تتمثل التسوية في عدم التخلف. ومن هذا: "قَصَصْتُ الشيء: تَتَبَّعْتُ أثره شيئًا بعد شيء "والتسوية هنا الانضباط على ذلك. {فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} [الكهف: ٦٤] أي رَجَعا من الطريق الذي سلكاه يَقُصّان


(١) (صوتيًّا): تعبر القاف عن تعقد واشتداد باطني، والصاد عن غلظ ممتد، ويعبر الفصل منهما عن القطع (أخذًا من الغلظ أو من نفاذ الصاد بقوة والقصّ متصاقب مع الجزّ) مع التسوية والتتابع، كما في قص الشعر. وفي (قصو) تضيف واو الاشتمال نسبة شيء بعيد عن آخر (= مقطوع عنه) إله كطرف الوادي بالنسبة إليه. وفي (قَصَد) تعبر الدال عن حَبْس ممتد، ويعبر التركيب عن تماسك الشيء فلا يسترسل (كأنما أُوقِعَ حَبْسُ الدال على المتتابع فربط بعضه ببعض فلم يتسيب) كالقَصَدة: العنق. وفي (قصر) تعبر الراء عن استرسال، ويعبر التركيب عن منع الانتشار طولًا كأن القطع وقع على ما شأنه الاسترسال فلم يسترسل. وفي (قصف) تعبر الفاء عن ذهاب بإبعاد وطرد، ويعبر التركيب عن ذهاب ذلك الغليظ الممتد من الجرم أو من جوفه كالقَوْصَف: القطيفة والقصيف البَرْدي إذا طال لأن شأنه الانثناء. وفي (قصم) تعبر الميم عن استواء، ويعبر التركيب عن استواء الجرم لكن مع انقطاعه (أو انكساره) كالرمح القَصِم.

<<  <  ج: ص:  >  >>