تَمْتَسِك في مواضعها في اليد والرِجْل وهما تنفذان من دائرتها، ومَسَكة البئر صُلبة لا يُخشَى أن تنهار، والسقاء الموصوف لا يتسيب منه الماء. ومنه المِسْك - بالكسر: ضَرْبٌ من الطيب حيث يوجد متجمعًا في هنة معلقة في عنق الغَزال أو في سُرَّة ما يشبهه [انظر ل فأر] كما قال: [فإن المِسْك بعضُ دَم الغزال] فالتعلق والتجمع إمساك وتماسك، وكذا علوق رائحته بمن يطيب به، وجذبه من يشمه كلها ملاحظ مترادفة تقطع بسلامة أخذ اسمه من التركيب. وقد ذكرنا قبلًا أنهم "أطبقوا على أن التفرقة بين اللفظ العربي والعجميّ بصحة الاشتقاق "[كلبات أبي البقاء ١١٦] ووزن الكلمة مألوف، كما أن الغِزْلان التي يؤخذ منها المسك كثيرة ومألوفة في أرض العرب، والطريقة موصوفة ومناسبة لحياتهم، واللفظ ورد في شعر أمرئ القيس والأعشى [شرح السبع الطوال الجاهليات ص ٢٩، ٣٠ وكذلك الخصائص ٢/ ١١٧] فزعم الجواليقي (١) والجوهري والليث [ل ٣٠٦، ٧] تعريبه- غريب. {خِتَامُهُ مِسْكٌ} رائحة آخره رائحة المسك .. [قر ١٩/ ٢٦٥].
ومن حسِّيّ الأصل "المَسَكة - محركة، والماسكة: جلدة تكون على رأس الولد وأطراف يديه (حين الولادة)(تحيط وتمسك به وتحفظه).
ومن الأصل ذلك الاستعمال المشهور: "أمسك الشيء: قبضه باليد {فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيكُمْ}[المائدة: ٤](أي مما اصطادت لكم الجوارح التي عَلَّمْتُموها الصيد). ومن هذا القبض إمساك الشيء بمعنى حَبْسه {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ}[الملك: ٢١]، (أي حبس عنكم ما تعودتم أن يرزقكم إياه).