للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيرِ حِسَابٍ} [ص: ٣٩]، {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ} [فاطر: ٢] وكذلك ما في [الزمر: ٣٨] "وأمسك الشيء على نفسه: حَبَسه " (أي استبقاه في حوزته) {أَمْسِكْ عَلَيكَ زَوْجَكَ} [الأحزاب: ٣٧]، (أي اسْتَبْقِها زوجة لك لا تطلقها) [ومن إمساك الزوجة هذا ما في [البقرة: ٢٢٩، ٢٣١، الممتحنة: ١٠، الطلاق: ٢] ومن معنى الاستبقاء هذا {أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ} [النحل: ٥٩] ومن صور ذلك الاستبقاء {فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ} [النساء: ١٥]، وكذا إبقاء الطير في الهواء {مَا يُمْسِكُهُنَّ إلا اللَّهُ} [النحل: ٧٩، وكذا ما في الملك: ١٩] {فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيهَا الْمَوْتَ} [الزمر: ٤٢] (أي يستبقي الروح التي توفاها سبحانه لا يردها إلى بدنها إذا كان قد قضى عليها الموت). "المُسك والمسكة - بالضم: ما يمسك الأبدان من الطعام والشراب، أي يبقيها حية. وقالوا "رجل ذو مُسْكة - بالضم: أي رأى وعقل يُرْجَع إليه "كما قالوا: لُبّ. وفي قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ} [فاطر: ٤١]، {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إلا بِإِذْنِهِ} [الحج: ٦٥]، قال [قر في ١٤/ ٣٦٥] عن الأولى يمنعهما أن تزولا، وعن الثانية [١٢/ ٦٣] وإمساكه لها خلق السكون لها حالًا بعد حال "وأقول إن هذا حسب علم المتقدمين بالكون، والمحدثون كشفوا أن الله تعالى خلق في الأرض والأجرام السماوية جاذبية تضبط أوضاعها. وعلى هذا فإمساكه لها هو إبقاء هذه الضوابط، فإذا أراد زوالها فمن سُبُل ذلك إبطال هذه الضوابط.

<<  <  ج: ص:  >  >>