للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أضيفه: أن إيناس النار هو رؤيتها من بعيد، وإيناس الصوت هو سماع صوت خفيّ -كما في [السبع الطوال ص ١٤٢] (آنَسَتْ نَبْأَةً) أي أحست صوتًا " (لم يقل سمعت) والنبْأة: صوت خفيّ. وينظر أيضًا تفسير قول النابغة (مستأنس وَحَدِ) [ل أنس ٣١٢/ ٢٥] "أحس الثور المنفرد بما رابه "وخلاصة القيد إضافة وجود قدْر محدود من الخفاء. وهذا القدْر متحقق في أكثر الاستعمالات التي ذكرناها إنسان العين، وإنسيّ الرِجْل، والنار .. وطمأنينة النفس. والاستئناس في آية الرُشْد مجرد أمارة. وهو رحمة، حتى لا يوقف تسليم القاصر ماله على القطع التام الوضوح ببلوغه الرشد.

والاستئناس من ذلك الذي ذُكِر. وفي قوله عزَّ وجلَّ: {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا} أي تُعْلِموا من في الدار بوجودكم خارجها، أو تستعلموا إن كان صاحب الدار موجودًا (ويلزم من هذا الاستئذان في الدخول) وبه جاء الحديث [وانظر قر ١٢/ ٢١٣] وهو إعلام بواسطة رفع الصوت. وقد حاول في [ل ٣١٢/ ٢٥] أن يرد الاستئناس إلى الإبصار، والسياق يضيق ذلك). ومما يناسب تفسير آية الاستئناس حديث ابن مسعود أنه كان إذا دخل داره استأنس وتكلم. و "الإنس ضد الجن "تعني الذين يأنس بعضهم ببعض، أو المأنوسون الذين يُرَوْن في مقابل الجن الذين لا يُرَوْن. أو المستأنِسون الذين سُخِّرَ لهم ما حولهم من حيوانات وغيرها يستألفونها ويجمعونها حولهم ... {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: ٥٦] والذي جاء في القرآن من التركيب هو (إيناس) النار والرُشْد، و (الاستئناس)، و (الإنس) مقابل الجن، والنسبة إليه، و (الإنسان) وجمعه (أناسيّ) و (الناس) والمعتمد أنه اسم جمع للإنسان كقوم ورهط، وأن أصله

<<  <  ج: ص:  >  >>