للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يلتقي به التقاءً محكمًا يحبس الهواء. فهذا الوضع يُشعر بنوع من امتلاء الفم بالجيم - وهذا تجمُّع هش، أما تعبير صوتها عن الحدة فمأتاه جهرها، وأيضًا تعطيشها، والتعطيش هو صدى الين الذي يخالط صوتها، وبخاصة عندما ينفجر هواؤها، وهو صَدَى قَوى يَغشى الأُذُن.

والحاء: تعبر عن جفاف في الباطن مع احتكاك بِعِرَض يبرِز وجود الممر الجاف في الجوف. وذلك أخذا من "الأُحاح-: العَطش (جفاف في الباطن)، ومن "أَحَّ بمعنى: سَعَلَ " (احتكاك). ومن جفاف الباطن هذا جاء (الأُحاحُ: الغيظُ والضِغْن ". وهذا يلتقي مع الشعور تكون صوت الحاء باحتكاك الهواء المار لإخراجها بوسط الحلق احتكاكًا جافًّا ليس فيه نعومة العين وبَلالها، لكن فيه إحساسٌ بوجود ممر باطني (يؤخذ منه وجود اتساع في الباطن).

والحاء: تعبّر عن تخلخل ونحوه في أثناء غِلَظ، وذلك أخذًا من "الخَوخَة: وهي كوَّة في البيت تؤدي إليه الهواء، ومُخترَق ما بين كل دارين لم يُنصَب عليه باب، وباب صغير كالنافذة الكبيرة تكون بين بيتين " (فالخوخة في جدار البيت وبين الدارين الملتحمين فراغٌ هو التخلخل). وهذا المعنى يلتقي مع الشعور بتكون الخاء بارتفاع أقصى اللسان حتى يماسّ أقصى الحنك الرخو صانعًا حاجزًا رخوًا مُتخلالًا، مع مرور هواء نَفَسِ الخاء متخللا ذلك التجمع الرخو محتكًّا به، فيتموج جانباه لرخاوتهما، ويُسمَع صدى ذلك الاحتكاك برخو يتموج: خاءً.

والدال: تعبّر عن امتدادٍ طولي دقيق مع انحصار، أي احتباس عن العِرَض. وذلك أخذا من "الدَد: اللهو واللعب "الذي يُغْري بالاستمرار مع الانصراف عن غيره، ومن "الدُود المعروف، والدَوْداة، (وهي عُود، دقيق نسبيًّا)، ممتدٌّ أفقيًّا يُركز وسطه على مرتفع ويتأرجح الصبيان على طرفيه) وما ممتدان ولا فرصة فيهما للعِرَض، ومن "أدَد الطريق: دَرَره (أي متنه ومدرجته) حيث يمتد واضحا من

<<  <  ج: ص:  >  >>