للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كثرة الوطء والمرور عليه دون ما حوله، والطُرق قديما لم تكن عريضة. وهذا يلتقي مع الشعور بخروج الدال بالتقاء متنِ مقدَّمِ اللسان إلى طرفه بما فوقه من سقف الحنك حتى أصول الثنايا العليا مع الجهر وحبس المس. ويتميز التقاء اللسان مع سقف الحنك في الدال بأن ارتكازه على متن اللسان من مقدَّمه إلى نهاية طرفه، أي لمسافة أطول كثيرا مما مع التاء، وهذا يشعر بالامتداد.

والذال: تعبِّر عن ثخين رطب أو غض (محتوى) ينفذ: وذلك أخذًا من قولهم "شفرة أَذوُذٌ: تقطع الشحم والكبد "، ومن التعبير عن المحتوى في البطن بـ ذي البطن: "ألقت ذا بطنها: ولدت ". "الذئبُ مغبوطٌ بذي بَطْنه ": أي جَعْوه، وكذلك من الآذِيّ: موج البحر الشديد. (وهو ينتبر منه). وهذا الذي تعبر عنه الذال يلتقي مع الشعور بتكون صوتها بمد طرف اللسان مستعرضًا حتى يتوسط ما بين الثنايا العليا والسفلى، فيبرز قليلا، ويخرج صوتها مجهورا، على ذلك.

والراء: تعبر عن سيولة الجرم مع استرسالٍ، أي شيء من التماسك يجعل الاتصال والامتداد واضحين. وذلك أخذًا من قولهم: "مُخٌّ رَارٌ، ورِيرٌ -بالفتح والكسر: ذائب رقيق من الهُزَال / كان شحمًا في العظام ثم صار ماء أسودَ رقيقًا. والرَير -بالفتح: الماء يخرج من فم الصبي "ومن قولهم: "أرَّ سَلْحُه: استطلق حتى يموت، والإرّة- كهِرّة: النار " (تمتد ألسنة لهبها). وهذا يلتقي مع تكوُّن صوت الراء بامتداد طرف اللسان حتى يمس طرفُه المرتعدُ لثةَ الثنايا العليا أكثر من مَسَّةٍ سريعة التوالي، ويخرج صوتها على ذلك كأنه موجات متتالية تكرارا، وهذا هو معنى الاسترسال فيها.

والزاي: تعبِّر عن شدة اكتنازٍ بازدحام أشياء أو أجزاء بعضها إلى بعض. وذلك أخذًا من "الزِيزَى والزِيزاء والزِيزاءة: ما غلُظ من الأرض / القُفّ الغليظ المشرِف الخشن " (الغليظ من الأرض هو الصُلب المرتفع. والصلابة والارتفاع تكُون من

<<  <  ج: ص:  >  >>