للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انضغاط مكوناتها من تراب الأرض بعضها في بعض اتضغاطا شديدا فيتداخل ويصلُب). وكذلك أخذا من قولهم: "بيت أزَز: مليء بالناس، ومجلس أزَزٌ: ضيق كثير الزحام ". وهذا المعنى اللغوي للزاي يلتقي مع الشعور بخروج الزاي حُزْمَةَ هواء مشحونةً بزمير الجهر، ومضغوطة في المضيق بين طرف اللسان من ناحية، وصفحات الثنايا العليا إلى ما بين أطراف الثنايا العليا والسفل من ناحية أخرى.

والسين: تعبِّر عن امتدادٍ دقيق (حادٍّ أو قوي) نافذ في جرم أو منه. وذلك أخذا من "السِيساءة: المنقادة من الأرض المستدقة، والسِيساء -بالكسر فيهما: ظهر الحمار، ومنتظَمُ فِقار الظهر (كل منها خطٌّ أو نتوءٌ طويل صُلب). ومن السُوس والساس: العُثّة التي تقع في الصوف والثياب والطعام (= حب القمح) (وهي دقيقة تَخترقُ وتنفذ) والحَوَاسُ: شجر كالمرخ من أفضل ما اتخذ منه زَنْد، يقتدَحُ به (يستخرج به شرر النار) ولا يَصلِدُ ". (= لا يتوقف عن إخراج الشرَر إذا قُدِح) ومن "الأُسّ -بالضم وكسحاب: أصل البناء " (يمتد في الأرض إلى أسفل). وهذا المعنى للسين يلتقي مع الشعور بخروج السين خيطَ هواءٍ دقيقًا قويًّا ينفُذ -ممتدًّا- من المضيق الذي بين طرَف اللسان المستند إلى اللثة السفلى وبين صفحة الثنايا العليا. ثم من المضيق بين أطراف الثنايا العليا والسفلى التي تتقارب حتى تكاد تلتقي.

والشين: تعبّر عن تسيُّب وتفرقٍ أي انتشار وتفشٍّ وعدم تجمع أو تعقد. وذلك أخذًا من قولهم: "ناقة شَوْشاة: أي خفيفة سريعة (الانتقال الخفيف تفرق وانتشار)، ومن الشيشاء- بالكسر، وهو التمر الذي لا يشتد نواه / التمر الذي لا يَعقِد نوى، وإذا أنوى لم يشتد ... " (هشاشةٌ وتسيب)؛ ومن "الأَش -بالفتح: الخبز اليابس الهش، وأشت الشَحمةُ: أخذت تتحلَب " (تذوب- وهذا تسيب). وهذا المعنى للشين يلتقي مع الشعور بتكونها بخروج الهواء متفشيا منتشرًا - بعد المضيق

<<  <  ج: ص:  >  >>