للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(أي الكعبة) إلا من أرادوا " [الجامع الكبير للسيوطي مخطوط جـ ٢/ ٧٣٦ و ٧٤٦] ويؤخذ مما في [الدر المنثور ٢/ ٢٧٠ - ٢٧٢] أنه منذ الجاهلية كان مَنْ جَرَّ جريرة قَتَل أو سَرقَ إلخ ثم لجأ إلى الحرم لم يُهيَجْ ولم يعاقَب حتى يخرج بنفسه، فقطعوا السبيل إلى ذلك برفع باب البيت فلا يُدْخَل إلا بسُلّم. وهذا يتطلب إجازة السَدَنة ومن بيده مفتاح الكعبة. {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا} [البقرة: ١٢٥] {فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: ١٥٨]. والذي في القرآن من هذا التركيب هو (أ) حج البيت كما في هذه الآية، وكلمة (الحجّ) وما في [آل عمران ٩٧، والتوبة: ١٩] وكلمة {حِجَجٍ} جمع حِجَّة بمعنى عام- وهي من أن الحج لا يكون إلا مرة كل عام ب). "الحُجّة -بالضم: البرهان "وهي من المعنى المحوري كأنها ظرف قوي صلب للرأي يحفظه ويدعمه. و "المحاجّة: المجادلة "من هذا كلٌّ يأتي بحُجَّته {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ} [البقرة: ٢٥٨]. ومنه كل الفعل {حاجّ} ومضارعه، و {يتحاجون} وكل كلمة {حُجَّة} بالضم.

ومن الأصل "حَجَّجَ الرجل: نَكَص " (تراجُعٌ وغثورٌ إلى الخلف أو إلى ما يظنه مأمنًا) -وكذا "حَجْحَجَ ": أراد أن يقول أو يندفع وَفْقَ ما في نفسه ثم أمسك (تراجع وارتداد إلى الجوف)، "وعن الشيء: كفّ وتوقف وارتدع. وتحجحجوا بالمكان: أقاموا به فلم يبرحوا ".

وأما حَجَّ بمعنى قصد، وزار فمن الغثور في جِرمٍ تجمَّعَ أي الاتجاه إلى وسطه وهي في هذا قريبة من عَمَد [انظر التركيب] إلا أن (عَمَد) نصٌّ في عقد النية بالقلب على شيء وأقوى في ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>