° المعنى المحوري تمكن الشيء في عمق مقره أو وسطَ مقره (١) -كما يتمكن رأس الورك- وهو كالكرة العظمية في حُقه، وهو فجوة عظمية تتحرك فيها تلك الكرة، وكذا رأس الذراع، وكما يتمكن الشيء في حُق الخَشَب. وكغُثُور الطَعن في وسط الجوف.
والتمكن في العمق دخول فيه. فمن صوره "احتقّ الفرسُ: ضمُر (فتداخلت أثناؤه بعضُها في بعض) والأحق من الخيل: الذي لا يعرق (كأن جلده مُصمَتٌ من تداخله). وحَقَّتْ الناقَةُ: سمنت. واستَحَقَت لقاحًا: لَقِحت "(تغلغل في الجوف أو الوسط)"والحِق من أولاد الإبل -بالكسر: الذي بلغ أن يُركب ويُحمَل عليه ويُضرَب "(اشتد بدنه من تداخل نيانه وقوة عضلاته) ومنه كذلك "حقيقةُ الرجل: ما يلزمه حِفظه ومَنْعُه ومحق عليه الدفاعُ عنه من أهل بيته "(الذين في حوزته وكنفه كباطنه).
ومن ذلك "الحَقّ: نقيض الباطل " (الشيء الثابت الراسخ المتمكن بشريعة
(١) (صوتيًّا): تعبر الحاء عن احتكاك بعرض وجفاف، والقاف عن تعقد شديد في العمق أو الأثناء، والفصل منهما يعبر عن غثور إلى عمق وَسطِ جِرمٍ صُلْبٍ كما في حُق الورك والكتف وحُقّ الخشب. وفي (حيق) عبرت المدة اليائية عن اتصال، والتركيب معها يعبر عن اتصال تأثير الغئور في الجِزم إحاطة أو امتدادًا. وفي (حقب) عبرت الباء عن تجمع رخو مع تلاصق ما، ويعبر التركيب معها عن جمع الشيء وشدّه في آخر الوسط من جهة الخَلف كشد الحقَبِ الرَحْلَ إلى مؤخّر الظهر. وفي (حقف) تعبر الفاء عن إبعاد بكثافة وطرد، ويعبر التركيب معها عن إبعاد من جوف الشيء الشديد بكثافة فيتمثل ذلك في اعوجاج حِقْف الرمل مثلا مع استطالته. ومأتى الأعوجاج ان الطرد والانتقاص الذي تعبر عنه الفاء يحدث في وسط جانب الشيء وهو يبدي الشيء الممتد معوجًّا.