صحيحة أو عرف عامّ مسلّم "حَق الشيء: ثبت/ وجب {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ} [يونس: ٣٢ {قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ}[القصص: ٦٣]، أي ثَبَت. {وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ}[الزمر: ٧١]: وَجَبت وثبتت (كلاهما بالاستحقاق والأهلية بسبب مخالفتهم صاحب الأمر سبحانه).
ومن صور تمكن الشيء واستقراره على ما وضع عليه: مطابقة الشيء الشيء. ومن هذا "الحقُّ: الصِدْقُ {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ}[آل عمران: ٦٢]، (المطابق لما وقع)، {لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ}[النساء: ١٧١] الصدق والصواب. وتحقق الخبرُ: صحّ " (طابق الكلام الحدث المخبَر عنه) "حقق قوله: صدّقه ". واستعمالات (الحق) غير المادية تدور على الثبات، لكن التعبير عن معناها يختلف مناسبته لها حسب السياق: فقد يفسر بالصحيح الصواب أي ضد الباطل الزائف وهذا أشيع استعمالاتها في القرآن {فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ} [البقرة: ٢٦ {وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ}[البقرة: ٤٢] وكل ما في سياق الدين وإنزال القرآن. وقد يفسر بالصدق {أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ}[يونس: ٥٥] وكل ما كان في سياق وعد أو خبر. وقد يفسر بالعدل {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ}[غافر: ٢٠] وكل ما كان في سياق حكم أو قضاء أو فصل كذلك. أما (حق عليه) مثل {وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ}[الأعراف: ٣٠] فكلها بمعنى ثبت ووجب و {بِغَيْرِ الْحَقِّ}[البقرة: ٦١] أي بغير استيجاب. وهكذا.
بقى أن الوجوب أصله الاستقرار، والصواب أصله من إصابة الشيء أي