ومن ذلك "الروح -بالضم: النَفَس- محركة. ملأ قِرْبةً من رُوحِه أي نَفَسِه (والنفَس هواء أي ريح). (ولأن التنفس هو أهم علامات الحياة عُبِّر لنا بلفظ الرُوح عن الحياة): "الرُوح -بالضم: النفْس (بسكون الفاء) ما به حياة النفْس/ هو الذي يعيش به الإنسان. قال الفراء سمعت أبا الهيثم يقول: الرُوح إنما هو النَّفَس الذي يَتَنَفَّسُه الإنسانُ وهو جَارٍ في جميع الجسد ... "وقول أبي الهيثم هذا منصب على الظاهر لنا. أما حقيقة الرُّوح فقد قال الله تعالى:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}[الإسراء: ٨٥] اه وفي القرآن الكريم {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي}[الحجر: ٢٩]، المنفوخ فيه هو آدم عليه السلام. ومن هذا الروح المنفوخ ما في [النساء ١٧١، الأنبياء ٩١، ص ٧٢، التحريم ١٢]. وأُطْلِقتَ على الوحْي، وهو تغلغل لطيف إلى النفس بخبر السماء، وعلى جبريل عليه السلام لأنه حامل وحي الله إلى رسله في [البقرة ٨٧، ٢٥٣، المائدة ١١٠، النحل ١٠، مريم ١٧، الشعراء ١٩٣، المعارج ٤، النبأ ٣٨، القدر ٤] وفي هذه خلاف: جبريل أم رحمة] [ينظر بحر ١/ ٤٦٨، ٥/ ٥١٨، ٦/ ١٧٠، ٧/ ٣٨، ٨/ ٣٢٧، ٤٩٣]، وعلى القرآن {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا}[الشورى: ٥٢]، لأن حياة النفوس به وهو من عند الله، وكذا هي بمعنى الوحي في [النحل ٢، غافر ١٥]{وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ}[المجادلة: ٢٢]: الهدى والنور واللطف [بحر ٨/ ٢٣٧].
ومن الأصل "الراحة ضد التعب (من انبساط النفس وسعها وخِفّتِها) أراح وارتاح واستراح. والرَوَاح: العودة للراحة في المُراح عشيًّا "من هذا أو من العود إلى المقر وهو انبساط وحُلول (انظر حلل) "راحَت الإبل وأرَحْتها: رددتها إلى مراحها {حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ}[النحل: ٦]، {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ