حَبٌّ حِرّيف: هو الحُرْف. لكن الأزهري قال إن هذا -يعني لفظ "حب الرشاد "-اسم بديل لاسم الحُرْف لتشاؤمهم منه. فيسْتَبْعَد لأنه بذلك لا يعبر عن المسمَّى.
أما الرُشْد والرَشَد في الاستعمال المعنوى أي غير المادي فقد غلب -في [ل، تاج]- تفسيرُه بالهداية بمعنى الدلالة على الطريق مطلقًا، وغلب على سائر المعاني، كما أنه أُجمل فعُرِّفَ بنقيض الغَىّ، وأن مراشد الطريق مقاصدُه. ولبعد الهداية إلى الطريق (مطلقًا) عن المعنى المحوري (الصلابة ..)، ولأن الراغب لم يحسم المعنى فقال "الرُشْد والرَشَد: خلاف الغيّ، ويستعمل استعمال الهداية "ثم علق على آيتَى رُشْد التيم، ورُشد إبراهيم عليه السلام بأن بين الرُشْدين بونا بعيدًا، ولم يبيّنْه، وحكى عن (بعضهم) أَن الرُشْد يقال في الأمور الدنيوية، والرشَد -أي بالتحريك -في الأخروية لا غير- لذا تحولتُ عن المصدرين الأساسيين:[ل، تاج]، ونظرت في غيرهما.
جاء في [الفروق] عن أبي عمرو بن العلاء أن الرُشْد: الصلاحُ ومنه قوله تعالى: {فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا}[النساء: ٦]، وأضاف أن الرَشَد -بالتحريك: الاستقامة في الدين ومنه {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا}[الكهف: ٦٦]، (قراءة أبي عمرو بالتحريك). وهذا مناسب للمعنى المحوري، لأن الصلاح من باب الصلابة، لأن الصلاح صحة وسلامة، كما أن الصلاح مناسَبةٌ لما يراد "أديم يصلح للنعل "، [تاج] (أي بمتانته ومقداره]. وفي [لفروق] أيضًا "المرشد: الهادي للخير والدالّ على طريق الرشد. إذا دَلّه على الطريق المؤدي إلى الغرض المطلوب فقد أرشده، وإذا قَبِل هو قولَ الدالّ فسلك قَصْدَ السبيل فهو