للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

راشد، وإذا بَعَثَتْهُ نفسه على سلوك الطريق القاصد فهو رشيد " [ينظر الفروق باب ٦ ١ الفقرتين ١، ١٠، وفي تحقيق عيون السود ٢٣٥، ٢٣٨]. وفي المصباح "الرُشْد: الصلاح، وهو خلاف الغي والضلال، وهو إصابة الصواب. وهو لِرَشْدة أي صحيح النسب "وفي الأساس "هو يمشي على الطريق الأسدّ الأرشد، وتقول للمسافر "راشدًا مهديًّا "ولا يَعْمَى عليكَ الرَشَدُ. إذا أصاب وجه الأمر ".

فالتحرير أن معنى الرُشْد هو صلاح الأمر وكونه على الوجه الصحيح، ويصح تفسيره بنقيض الغيّ، وبالهداية إلى ما هو صواب خاصة. ورُشْد الصبي استحكام صواب نظرتِه إلى الأمور وتقويمها وتصريفه مع الجِدّ والصلابة على ذلك. وتفسير الإرشاد باهداية ينبغي أن يكون مقيدًا بالهداية إلى الطريق الأسدّ الصحيح الصائب الأقصد، لا مطلق الهداية إلى طريق ما. فإن الهداية قد تستعمل في هذه الدلالة المطلقة لما لا يستحبّ الوصول إليه {فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ} [الصافات: ٢٣]. ويؤيد أن الهداية في أصلها: دلالة مطلقة وأن الرُّشْد أخصّ قوله تعالى: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (١) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ} [الجن: ٢]. حيث استعمل الهداية في الدلالة والرُشْد بمعنى الحق والصواب أو الخير. {قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [البقرة ٢٥٦] استبان الإيمان من الكفر [بحر ٢/ ٢٩٢] (أي تبين الصواب والحق وهو لزوم الإيمان بالله ولذا فلا إكراه، بل كل يتحمل مسئولية موقفه) ومثلها في معنى الرُشْد ما في [الأعراف ١٤٦، الجن: ٢] {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ} [الأنبياء: ٥١] أي من قبل النبوة هدينَاه للحق والصواب من أمر الدين. وفسر أيضًا بالنبوة مغ أقوال أخرى [ينظر قر ١١/ ٢٩٦، بحر ٩/ ٢٩٨]. وأما {عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} [الكهف: ٦٦] فقد كان علم الخضر معرفةً

<<  <  ج: ص:  >  >>