للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

= رَجْما بالغيب. فالظن عنده اعتقاد أخذه من أمارات كوّنته ورسّخته، فليس بوسعه أن يتجاهله ويظل مقيمًا بين الذين يغزون قومه.

(ب) بيت دريد الصمة [ل ظن]:

فقلت لهم ظُنُّوا بألفي مدجج ... سَرَاتُهم في الفارِسيّ المُسَرَّد

فهو يقول لهم اعتقدوا ذلك وانتظروه.

ج) ثم بيت أوس بن حجر (البيضاوي عند تفسير البقرة ٤٦).

فأرسلته مستيقِنَ الظنّ أنه ... مخالطُ ما بين الشراسيف جائفُ

فهذا يتحدث عن سهم أو نحوه، وأنه أطلقه مستيقنًا أنه سيخالط ضلوع عدوّه وجوفه. والشاهد أنه جعل الظن مرحلة من الاعتقاد مغايرة لليقين، لكنها قد تبلغه -كما يقضي سياق البيت.

ثم أقول إن طبيعة هذا الاعتقاد -من حيث كونه حكمًا في النفس يقوم على أمارات أو بحث ونظر = تسمح بالتفاوت في درجة تركيزه. ومن هنا يتفق المستوى الأعلى منه مع مستوى علم اليقين الذي يقوم هو أيضًا على النظر أي البحث والبراهين العقلية. وعبّر الجوهريّ عن هذا بقوله: "وربما عبّروا بالظن عن اليقين، وباليقين عن الظن "وشاهد الأخير قول أبي سدرة الأسدي (ويقال: الهجيمي) (١).

نحسَّبَ هوّاسٌ وأيقن أنني ... بها مُفْتَدٍ من واحد لا أغامره


(١) أ- عبارة الجوهري في [ل يقن] على وجهها الصحيح المذكور، وهي في الصحاح بدخول الباء على اليقين في العبارتين. سهوًا. ب: هوّاس اسم الأسد، لأنه يَهُوس الفريسة أي يدقها.

<<  <  ج: ص:  >  >>